|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العشر مراحض: 38 وَعَمِلَ عَشَرَ مَرَاحِضَ مِنْ نُحَاسٍ تَسَعُ كُلُّ مِرْحَضَةٍ أَرْبَعِينَ بَثًّا. الْمِرْحَضَةُ الْوَاحِدَةُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ. مِرْحَضَةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى الْقَاعِدَةِ الْوَاحِدَةِ لِلْعَشَرِ الْقَوَاعِدِ. 39 وَجَعَلَ الْقَوَاعِدَ خَمْسًا عَلَى جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ، وَخَمْسًا عَلَى جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْسَرِ، وَجَعَلَ الْبَحْرَ عَلَى جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ إِلَى الشَّرْقِ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ. "وعمل عشر مراحض من نحاس، تسع كل مرحضة أربعين بثًا، المرحضة الواحدة أربع أذرع، مرحضة واحدة على القاعدة الواحدة للعشر القواعد" [38]. الأرجح أن علو المرحضة هو أربع أذرع وليس قطرها. كان علو المرحضة مع قاعدتها تسع أذرع. وُضعت المراحض العشر على القواعد لكي تُملأ بالماء الذي يستخدمه الكهنة في عملهم المقدَّس خاصة غسل الذبائح مثل المحرقات (2 أي 4: 6). أمَّا البحر النحاسي فيستخدمون ماءه في الاغتسال. على أي الأحوال كانت كل أدوات الهيكل غاية في الإبداع الفنِّي مع تكلفتها الضخمة من جهة مادتها والأيدي العاملة لتنفيذها. "وجعل القواعد خمسًا على جانب البيت الأيمن، وخمسًا على جانب البيت الأيسر، وجعل البحر على جانب البيت الأيمن إلى الشرق من جهة الجنوب" [39]. وُضع خمس قواعد على الجانب الأيمن من البيت، أي نحو الجنوب، وخمس على الجانب الأيسر، أي في الشمال. ووُضع البحر النحاسي على الجانب الأيمن نحو الشرق مقابل الجنوب. لم توضع القواعد على يمين وشمال مذبح المحرقة، بل على جانبي البيت أو بهو الهيكل، أمَّا البحر النحاسي فبين البهو والمذبح، مع اتِّجاهه نحو الجنوب أكثر، أي جنوب شرقي البهو، وجنوب غربي مذبح المحرقة. تُحمل القواعد على عجلات لكي يسهل تحرُّكها نحو الكهنة لاحتياجهم إلى الماء عندما ينشغلون بالذبائح. ويسهل تسريب الماء المتَّسخ في صدر القاعدة ثم تصريفه بعد ذلك. كانت الحاجة ماسة إلى هذه المراحض العشرة، لأنَّه كان يقدَّم أكثر من ذبيحة في وقت واحد على المذبح. تُحمل القواعد ذات الزينة التي صنعت داخل الهيكل لتأكيد أن هذا العمل الذبيحي هو امتداد للعمل داخل الهيكل. الفارق أن الحِلية في داخل الهيكل مغشَّاة بطبقة من الذهب، أمَّا هنا فالحِلية من نحاس. لأن الداخل يشير إلى العبور إلى السماء، أمَّا الخارج فهو تهيئة للعبور. "وعمل حيرام المراحض والرفوش والمناضح، وانتهى حيرام من جميع العمل الذي عمله للملك سليمان لبيت الرب" [40] أشار كثير من الكتَّاب القدامى إلى العمال المهرة من الصوربِّين في صنع الأدوات المعدنيَّة. لهذا لا نعجب إن استخدم سليمان حيرام الصوري ومعه طاقم كبير من العمال المهرة لصنع أدوات الهيكل وأدوات قصوره الذهبيَّة والنحاسيَّة في وقت قصير نسبيًّا. "العمودين وكرتيّ التاجين اللذين على رأسي العمودين والشبكتين لتغطية كرتيّ التاجين اللذين على رأسيّ العمودين. وأربع مئة الرمَّانة التي للشبكتين صفّا رمَّان للشبكة الواحدة لأجل تغطية كرتيّ التاجين اللذين على العمودين. والقواعد العشر والمراحض العشر على القواعد. والبحر الواحد والاثني عشر ثورًا تحت البحر. والقدور والرفوش والمناضح وجميع هذه الآنية التي عملها حيرام للملك سليمان لبيت الرب هي من نحاس مصقول" [41-45]. النحاس المستخدم في أدوات الهيكل من أفضل الأنواع في ذلك الحين، فإن الله يطلب من الإنسان أن يقدِّم أفضل ما لديه ليُعلن تجاوبه مع محبَّة الله الكاملة، ورغبته في تقديم أعظم الهبات للإنسان. "في غور الأردن سبكها الملك في أرض الخزف، بين سكوت وصرتان" [46]. في نهر الأردن سُبك النحاس، حتى لا يتلوث جو أورشليم بالدخان، إذ يود أن تبقى مدينة الله وموقع الهيكل نقيًّا من كل جانب. يرى البعض أنَّه من الصعب تحديد عبارة "غور الأردن" إن كانت تشير إلى الضفَّة الشرقيَّة منه أو الغربيَّة. آخرون يرون أنَّها سهل الأردن في الضفَّة الشرقيَّة بالقرب من فم نهر يبوق، عند صرتان Zarthan or Zaretan (يش 3: 16)، أو Zaratanah صُرّتان (1 مل 4: 12)، أو Zeredatha صَرَدَةَ (2 أي 4: 17). كانت سكوت شرقي الأردن، وربَّما هي تل درالا الحاليَّة على بعد ميل جنوبي نهر الزرقاء. وكانت صرتان غربي النهر، ويُظن أنَّها تل حارم الحاليَّة على بُعد 3 أميال جنوبي بيسان. إنها أرض الخزف [46]. لا يزال إلى يومنا هذا يستخدم الرمل في سبك النحاس. كميَّات ضخمة من الأدوات احتاجت إلى أفرانٍ كثيرةٍ دون شك. "وترك سليمان وزن جميع الآنية لأنَّها كثيرة جدًا جدًا لم يتحقَّق وزن النحاس" [47]. لم يكن ممكنًا حصر عدد الآنية ووزنها بسبب كثرتها، هذا وقد اتَّسم العاملون في بيت الرب ولحسابه بالأمانة والإخلاص. "وعمل سليمان جميع آنية بيت الرب: المذبح من ذهب، والمائدة التي عليها خبز الوجوه من ذهب. والمنائر خمسًا عن اليمين وخمسًا عن اليسار أمام المحراب من ذهب خالص، والأزهار والسرج والملاقط من ذهب" [48-49]. نستنتج من عدم ذكر حيرام أنَّه لم يعمل آنية بيت الرب التي كانت من الذهب، بل كان عمله في النحاس فقط، وهو لم يستخدم في الآنية داخل بيت الرب. يرى العلامة أوريجينوس أن الذهب هو الإيمان الذي يجعل من القلب سماءً، لذا يشير الذهب إلى السمويَّات، كما يشير إلى القدِّيسين بكونهم سماءً يسكن الله في قلوبهم. يقول: [إن آمنت تُقدِّم قلبك وعقلك ذهبًا...! تستطيع أن تقدِّم للرب شيئًا من مشاعرك ومن كلماتك]. هكذا يرى المؤمن في الأواني الذهبيَّة المقدَّسة للرب حياته الداخليَّة التي صارت بالإيمان سماءً، ولم يعد من حق كائن ما أن يستخدمها سوى القدُّوس السماوي نفسه. ويرى الأب ميثؤديوس في الذهب رمزًا للبتوليَّة، إذ يقول: [لقد أمر (أن تُصنع الأدوات داخل قدس الأقداس) من الذهب لسببين: أولًا أنَّه لا يصدأ، وثانيًا أن لونه يقترب إلى حد ما من لون الشمس. بهذا فهو يناسب البتوليَّة التي لا تحمل شيئًا دنسًا أو غضنًا، إنَّما تشع دائمًا بنور الكلمة. خلالها نقف قريبين من الله، داخل قدس القداس، وأمام الحجاب بأيدٍ غير دنسة كالبخور نقدم الصلوات للرب رائحة ذكيَّة مقبولة، في مجامر الأربعة وعشرين قسيسًا (الذهبيَّة) التي هي صلوات القدِّيسين]. كان مذبح البخور من الحجر، والحجر مُغشَّى بأرز، والأرز مُغشَّى بالذهب (1 مل 6: 20، 22). * ليبحث كل منَّا كيف يمكن أن يبني في داخله مسكنًا لله! ليكن للنفس في أعماق القلب مذبحًا للبخور حتى تستطيع أن تقول: نحن رائحة المسيح الذكيَّة" (2 كو 2: 15)... لنتحدَّث عن مذبح البخور الداخلي، قائلًا: النفس التي لا تعطي لعينها نومًا حتى تجد موضعًا للرب إله يعقوب (مز 132: 3، 4) تقتني لها مذبحًا ثابتًا في وسط قلبها حتى تقدر أن تقترب من الله. العلامة أوريجينوس وَجِدَت مائدة واحدة لخبز الوجوه في خيمة الاجتماع وعشرة موائد خبز وجوه في الهيكل، لكن يبدو أنَّه لم يكن يستخدم إلاَّ مائدة واحدة في وقت واحد. كما وُجِدَت منارة واحدة في خيمة الاجتماع (خر 25: 31). وعشرة منائر ذهبيَّة في الهيكل ولا تُستخدم أيَّ منارة واحدة في وقت واحد (2 أي 4: 7، 20). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|