تسمو وتعلو حقيقة الله الأكثر إيجابية على عقل ومنطق الإنسان. الله هو سبب ومصدر وجود كلّ الأشياء. طبيعته الإلهية هي روحية كلية. الله هو كائن شخصي موجود كحقيقة شخصية عُليا بسيطة. إن علم اللآهوت الأرثذوكسي يُميز بين جوهر/طبيعة ذات الله الداخلية الغير مخلوقة السامية، وطاقاته الغير مخلوقة القدسية التي تنبع منه. يقول القديس باسيليوس: "نعرف إلهنا من أعماله، لكننا لا نستطيع أن نقترب من جوهر ذاته الإلهية، لأن أعماله (طاقاته) تنزل وتأتي إلينا بينما لا يمكن الإقتراب من جوهره الإلهي." لا يستطيع العقل البشري المحدود أن يعرف جوهر الله الأقدس. نؤمن بجوهره الأقدس لأننا نختبر طاقاته (قواته وأعماله) المختلفة. نعرفه في أعماله وطاقاته التي لا يمكن فصلها من جوهره. فإن الطاقات الإلهية القدسية تبيّن الله بنفسه في أعماله وإعلانه عن ذاته. فهي تتخلّل كلّ خليقته. تشبه طاقات الله أشعة الشمس. الأشعة هي طاقات الشمس، ولكنها ليست مادة الشمس. الطاقات الإلهية هي الله، ولكنها ليسب جوهره. الطاقات الإلهية هي الوسائل التي بواسطتها يعمل الله خارج نفسه (جوهره). يدخلون حياة الإنسان والكون. لكن جوهره لا يفعل ذلك.