منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 08 - 2024, 04:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

تسبيح من أجل العريس السماوي




تسبيح من أجل العريس السماوي:

4 لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ لاَ تَخْزَيْنَ، وَلاَ تَخْجَلِي لأَنَّكِ لاَ تَسْتَحِينَ. فَإِنَّكِ تَنْسَيْنَ خِزْيَ صَبَاكِ، وَعَارُ تَرَمُّلِكِ لاَ تَذْكُرِينَهُ بَعْدُ. 5 لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى. 6 لأَنَّهُ كَامْرَأَةٍ مَهْجُورَةٍ وَمَحْزُونَةِ الرُّوحِ دَعَاكِ الرَّبُّ، وَكَزَوْجَةِ الصِّبَا إِذَا رُذِلَتْ، قَالَ إِلهُكِ. 7 لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ، وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ. 8 بِفَيَضَانِ الْغَضَبِ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ لَحْظَةً، وَبِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ، قَالَ وَلِيُّكِ الرَّبُّ. 9 لأَنَّهُ كَمِيَاهِ نُوحٍ هذِهِ لِي. كَمَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ تَعْبُرَ بَعْدُ مِيَاهُ نُوحٍ عَلَى الأَرْضِ، هكَذَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَغْضَبَ عَلَيْكِ وَلاَ أَزْجُرَكِ. 10 فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ، وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ، أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ، وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ.

إن كان الصليب عارًا، يتعثر فيه اليهود ويحسبه الأمم جهالة (1 كو 1: 23)، لكننا نحمل ثمره فندركه "قوة الله وحكمته" ولا نستحي منه (غل 6: 14). لهذا يقول النبي: "لا تخافي لأنك لا تخزين، ولا تخجلي لأنكِ لا تستحين، فانك تنسين خزي صباكِ وعار ترملك لا تذكرينه بعد" [4]. عند الصليب تلتقي النفس بعريسها واهب الحياة غالب الموت فتنسى ترملها القديم وخِزي صباها إذ عاشت زمانًا طويلًا كوحيدة متروكة ليس من يملأ فراغ قلبها. تطلعها للعريس المصلوب يشبع كل أعماقها الداخلية فلا تبالي بسخرية بنات أورشليم الرافضات الخلاص، بل في قوة الحب تقول: "أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحق ألاَّ تُيقظن ولا تُنّبِهن الحبيب حتى يشاء" (نش 3: 5).
يقول لنا القديس يوحنا الذهبي الفمحوارًا بين العريس السماوي والنفس البشرية، جاء فيه:
[عظيم هو مهري...! جاء وأخذني، وعّين لي مهر، قائلًا: أعطيكِ غناي!
هل فقدتِ الفردوس؟ أرده لك...
ومع ذلك لم يعطني المهر كله هنا؛ لماذا؟
لكي أهبه لكِ عندما تدخلين الموضع الملوكي.
هل أنتِ جئتِ إليّ؟ لا، بل أنا الذي جئت إليكِ... لا لكي تمكثي في موضعك، وإنما لكي آخذك معي وارجع بكِ. فلا تطلبي مني المهر وأنتِ هنا في هذه الحياة، بل كوني مملوءة رجاءً وإيمانًا].
هذا هو سر فرحنا، وهذا هو موضع تسبيحنا الذي لا ينقطع. لقد حوّل الصليب ترملنا إلى عرس فريد فيه نتحد مع الرب نفسه، "لأن بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه، ووليّك قدوس إسرائيل إله كل الأرض يُدعى، لأنك كامرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاك الرب وكزوجة الصبا إذا رُذلك قال إلهك" [5-6].
كنا في عار كامرأة قد هجرها رجلها فانكسرت نفسها بالخزي والعار، رذلها بسبب زناها ورجاساتها، وها هي تصير عروسًا لرب الجنود لقدوس إسرائيل إله كل الأرض يسوع المسيح.
إذ تلتقي بعريسها وتنعم بأمجاده تنسى فترة ترملها بكل مرارتها فتحسب الماضي كله بالنسبة لها أقل من لحظة أو طرفة عين. نعمة رب المجد وإحساناته التي تجعلنا معه وتوحّدنا مع أبيه تجعلنا ندرك بفرح كلماته لنا: "لُحيْظة تَركتُك وبمراحم عظيمة سأجمعك، بفيضان الغضب حجبتُ وجهي عنكِ لحظةَ وبإحسانٍ أبديٍّ أرحمُك قال وليُّك الرب" [7-8].
أمام مراحم الله الأبدية نحسب كل أيام ضيقنا أشبه بلحيظة عبرت لندخل الأمجاد السماوية. أما قوله "سأجمعك" فهي تعني جمع الكنيسة المقدسة معًا من كل الأمم والشعوب والألسنة كجسد واحد للرأس، أو كعروس واحدة لعريسها السماوي.
أيضا فيها يجتمع المؤمنون معًا، كل رجال العهد القديم مع رجال العهد الجديد، وفيها يجتمع السمائيون مع الأرضيين، ويجتمع الكهنة مع الشعب إلخ... هذا كله لن يتحقق ما لم يجتمع الإنسان مع نفسه ككل حيث تخضع النفس مع الجسد بكل حواسه ومشاعره والعقل مع القلب والمواهب إلخ... فيصير بكُلّيته مقدسًا للرب.
هذا الحب الزوجي بين المسيح والنفس البشرية أبديّ لا يزول؛ فكما قدم الله وعدًا لنوح ألا يغرق العالم بالطوفان خلال غضبه على البشرية [9] هكذا يهبنا الرب وعدًا ألا يفارقنا قط أو ينزع رحمته عنا، إذ يقول: "فإن الجبال تزول والآكام تتزعزع أما إحساني فلا يزول عنكِ وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمكِ الرب" [10].
في اختصار اختارنا عروسًا له نازعا عار ترملنا، مؤكدًا حبه لنا ورحمته علينا، مقدمًا لنا وعودًا أكيدة متجددة أبدية. أقامنا من بيت الزنا وغسلنا وقدسنا عروسًا له يدخل بنا إلى سمواته كملكة تجلس عن يمينه.
وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الله يرغب في الزانية، فماذا يفعل؟ إنه لا يقودها إلى العلا وهي زانية، فهو لا يُريد أن يدخل بها إلى السماء وهي على هذا الحال، إنما نزل إليها. نزل إلى الأرض ما دامت تعجز هي عن الصعود إلى فوق. جاء إلى الزانية ولم يخجل من أن يمسك بها وهي في سكرها...].
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا أيها العريس السماوي
العريس السماوي
اشتهاء العريس السماوي
وتعود وتدي جمال عوضا عن الرماد تغمرنا بشاير فرح ... تسبيح تسبيح بدل النواح
العريس السماوى


الساعة الآن 04:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024