رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نظام ملكي ثيوقراطي: الله هو الملك الحقيقي غير المنظور لشعب تمتَّع بالعهد وكان يجب أن يلتزم به. الله هو الذي وجَّه صموئيل النبي ليمسح شاول أول ملك على إسرائيل، ويمسح داود الملك الذي قلبه حسب قلب الله. كما بعث الله ناثان النبي لداود الملك ليقدِّم له الوعد الإلهي باستمرار عرشه (2 صم 7: 13). وعندما أخطأ داود مؤخَّرًا (2 صم 11، 24) جاء إليه ناثان يهدِّده بالعقوبة من قبل الله. وعند اعترافه بخطيَّته وتوبته أعلن غفرانها وتقديم بركات إلهيَّة (2 صم 12: 1-15، 24: 11-19). خلال ناثان النبي عُيِّن سليمان خلفًا لداود أبيه على العرش (2 صم 12: 24، 25)، وكان له دوره في مقاومة أدونيَّا الذي حاول اغتصاب الملك (1 مل 1). "الرب ملك إلى الدهر والأبد، بادت الأمم من أرضه" (مز 10: 16). "لأن للرب المُلك وهو المتسلِّط على الأمم" (مز 22: 28). "ارفعن أيَّتها الارتاج رؤوسكن وارتفعن أيَّتها الأبواب الدهريَّات فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ الرب القدير الجبار، الرب الجبار في القتال، من هو هذا ملك المجد؟ رب الجنود هو ملك المجد. سلاه" (مز 24: 7-10). "يجلس الرب ملكًا إلى الأبد" (مز 29: 10). "أنت هو ملكي يا الله فأمر بخلاص يعقوب" (مز 44: 4). "لأن الرب علِيٌّ مخوف، ملك كبير على كل الأرض" (مز 47: 2). "ملك الله على الأمم، الله جلس على كرسيّ قدسه" (مز 47: 8). هكذا يوجِّه الله أنظارنا نحو مملكته التي في داخلنا، فنرى كل الأجناس تتعبَّد له. * ستتعبَّد له كل أجناس المسكونة داخل قلوبهم، "لأن للرب المُلْك، وهو المتسلِّط على الأمم". المملكة هي للرب لا للإنسان المتكبِّر، وهو يتسلَّط على الأمم. القديس أغسطينوس تزايد دور الأنبياء: قام الأنبياء بدور حيوي ورئيسي في حياة الملوك الصالحين والأشرار. فكانوا يسندون الصالحين، ويقاومون الأشرار بكل جسارة وقوَّة، معلنين لهم كما للشعب إرادة الله، لذا قيل عن إيليا وإليشع "مركبة إسرائيل وفرسانها": "وكان إليشع يرى وهو يصرخ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها ولم يره بعد" (2 مل 2: 12). "وَمَرِضَ أَلِيشَعُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي، يَا أَبِي، يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا»" (2 مل 13: 14). عندما كان سليمان الملك مقدَّسًا للرب، ظهر الله نفسه له في حلم بجبعون بعد تولِّيه العرش مباشرة، كما ظهر له مرة أخرى بعد تدشين الهيكل ووعده بالاستجابة لصلواته واستمرار مجد مملكته أبديًا بشرط الإخلاص في حفظ وصاياه الإلهيَّة (1 مل 3: 5 الخ، 9: 1 إلخ). وإذ انحرف سليمان لم يظهر له الرب ليهدِّده بل أرسل له نبيًا (1 مل 11: 11 إلخ)، ربَّما أخيَّا الذي وعد يربعام باستلامه الحكم على عشرة أسباط (1 مل 11: 29 إلخ). بعد انقسام المملكة ظهر عمل الأنبياء بقوَّة في مقاومة الارتداد والتنبُّؤ عن الخراب الذي يحل بالمملكتين. ظهر إيليا النبي كالنار، كلماته تحرق كالمشعل. "وقام إيليا النبي كالنار وتوَقَّد كلامه كالمشعل" (سي 48: 1)، عندما كرَّس آخاب بن عمري وزوجته إيزابل ابنة ملك صيدون طاقاتهما لتحطيم عبادة الله ونشر عبادة البعل الفينيقيَّة. حقًا لقد انحرف يهوذا بمزج العبادة الإلهيَّة بالعبادة الوثنيَّة، لكن مملكة إسرائيل كانت أكثر احتياجًا إلى أنبياء ناريِّين يحذِّرون القادة والشعب، ويحاربون الوثنيَّة منذ نشأة المملكة حتى يوم دمارها! دور النبي الرئيسي هو تأكيد أن حياة المملكة كلَّها تقوم على مدى الإخلاص أو كسرّ العهد مع الله. لذا جاء الأنبياء يقدِِّمون الوعود الإلهيَّة والتحذيرات والتهديدات، مؤكِّدين أن مستقبل المملكة كلَّها يتوقَّف على اتَّجاهات الملك ورجاله وشعبه وتصرُّفاتهم. يؤكِّد السفران أن كلمة الله لن تعود فارغة. تظهر قوَّة الله في تحقيق كلمته التي يعلنها خلال أنبيائه لتشكِّل تاريخ شعبه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|