البابا شنودة الثالث
أنت لا تقوى على عدم مخالطة كل الخطاة الذين في العالم، وإلا كان عليك أن تترك العالم كما قال بولس الرسول (1كو 5: 10). ولكن لتكن خلطتك في حدود الضرورة فقط. وفكرك منفصل عن أفكارهم، وأسلوبك غير أساليبهم. وحياتك غير حياتهم. بل ألفاظك أيضًا غير ألفاظهم، كما يقول الكتاب "لغتك تظهرك" (متى 26: 73).
لهذا يقول القديس يوحنا الرسول: أولاد الله ظاهرون (1يو 3: 10).
إذا جلسوا مع أهل العالم، يظهر الفاصل تمامًا: ليس الفاصل في المكان، وإنما في نوع الحياة، وفي التعامل، بل حتى في شكلهم وملامحهم ونظراتهم وحركاتهم.. روحهم تميزهم. وترى عمليًا كيف أن الله قد فصل بين النور والظلمة.
و لكنى أحب أن يكون هذا الفصل عن غير كبرياء.