منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 08 - 2024, 01:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة  أخطر نار


البابا تواضروس








مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أخطر نار

في التاريخ الإنساني

تعتبر النار أحد مكونات

نظرية العناصر الأربعة وهي:

الماء– الهواء– النار–التراب.

وليس المقصود في هذا المقال “النار المادية” التي تدمر وتحرق وتترك كل شيء رمادًا كما في الحرائق التي تحدث لأسباب مادية أو بيئية، مثل حرائق الغابات والتي تأكل ملايين الأشجار بسبب تغيرات المناخ، أو ثورة البراكين والحمم المحرقة التي تفيض منها وتدمر كل شيء.

إنما المقصود من هذا المقال النار المعنوية التي يشعلها اللسان الذي كتب عنه يعقوب الرسول في رسالته قائلاً: “فَاللِّسَانُ نَارٌ عَالَمُ الإِثْمِ” (يعقوب 3: 6). وقديمًا قال سفر الأمثال (18: 21) “اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ”.

إن الإنسان كائن ناطق يتواصل من خلال الكلام والاستماع والقراءة والكتابة، وهذا هو سر حضارة الإنسان، لأننا في المقابل مع سائر الكائنات الحية الأخرى من نباتات وحيوانات والتي ليس لديها لسان الكلام وبالتالي ليس لديها أي حضارة على مستوى تاريخ الوجود البشري.

وتكمن أهمية اللسان بأهمية النار في التأثير والحضور والبناء والهدم وبه نبارك الله وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله (يعقوب 3: 12).

ويخصص القديس يعقوب الرسول

أصحاحًا كاملاً عن اللسان

ويصفه بصفات عديدة مثل:

– عضو صغير يفتخر متعظمًا

– عالم الإثم

– يدنس الجسم كله

– يضرم (يشعل) دائرة الكون

– يضرم من جهنم

– هو شر لا يضبط

– مملوء سُمًا مميتًا – … إلخ.

ولكن يتربع على هذه الصفات كلها أنه “نار” فعلية تستطيع أن تشعل النفوس والقلوب والعقول وتحرق وتبيد وتدمر وهكذا يكون الاستخدام السيء للسان.

فاللسان البذيء يصدر الكذب والغش والرياء والاغتياب والنميمة، كما أنه أفعى (مز 140: 4)، وهو موسى مسنونة (مزمور 52: 2)، وسيف حاد (مز 57: 5)، وسهم قاتل (إرمياء 9: 7، 18: 18).

وصارت أكاذيب اللسان في كل العصور سهام شريرة توقد نارًا بين الأفراد والجماعات والشعوب والأمم.. حتى حذَّر منها السفر الأخير في الكتاب المقدس حين وصف الفئات الثمانية التي لا تدخل إلى حضرة الله: “وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي” (رؤيا 21: 8). ثم يؤكد في الأصحاح الأخير من نفس السفر على ذلك بقوله: “لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا” (رؤيا 22: 15).

وبسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات العديدة على شبكة الإنترنت وانتشار أجهزة التليفون المحمول (الموبايل) والتي تعد بالمليارات في أيدي الصغار والكبار.. صار الكذب بكل صوره وأشكاله وأحداثه هو الطاغي في عالم اليوم بين الناس، ووجد “اللسان البشري” وسيلته البارعة في نقل ونشر الكذب على كل المستويات بدءً من الأخبار الدولية والمحلية وانتهاءً بعمليات النصب والسرقة بين الأفراد والعصابات.. ونسمع عن الأمن السيبراني الذي يهدف إلى حفظ البيانات بدلاً من تزويرها واستخدامها بصورة سلبية في شتى المجالات.

في بداية الكنيسة المسيحية وبعد يوم الخمسين سجل الكتاب المقدس قصة حنانيا وسفيرة زوجته كمثال صارخ عن حالة الكذب وإخفاء الحقيقة طمعًا في المال والكرامة والشهرة. ولكن كان العقاب قاسيًا إذ ماتا بسبب كذبهما (أعمال 5: 1-11).

وعالم اليوم صار فيه الكذب شائعًا بصورة مرعبة بين الأخبار والرسومات والتسجيلات والفيديوهات وغيرها، ودخل الذكاء الاصطناعي في هذا الميدان مما صعب حالة الضلال وعدم التمييز بين ما هو صادق وما هو كاذب. وصارت الكذبة الأولى في أي موضوع تؤدي إلى الثانية ثم الثالثة وهكذا حتى صار “الكذب السلس” هو الذي ينزع وخز الضمير شيئًا فشيئًا حتى يصير الإنسان بلا ضمير ويصير عالمه والهواء الذي يستنشقه هو الكذب والغش والضلال.

ومن صور نار اللسان ما تصفه كتابات بعض المواقع ووصف شخص بأنه “هرطوقي”، والكلمة اتهام قاسي يصف الشخص الذي يبتدع في الإيمان والعقيدة بأقوال غير صادقة وكاذبة بل ومنحرفة. ولكن هذا الاتهام الذي يخص سلامة الإيمان ليس من حق أي إنسان أن يصدره، تمامًا مثل القاضي فقط هو الذي يصدر حكمًا ما في حق إنسان متهم أمامه. أما إطلاق هذا الوصف على إنسان ما فهو يشيع ويشعل نارًا حوله سرعان ما تنتشر دون تحقيق أو تدقيق.

إن الجهة الوحيدة التي لها حق إطلاق هذا الوصف “هرطوقي” على شخص ما هو المجمع المقدس في الكنيسة وبإجماع أعضائه وبعد تحقيقات عديدة يتاح فيها الفرصة للشخص بالدفاع عن نفسه. أما الكتابات والمواقع التي بسبب ألسنة أصحابها تطلق هذا الوصف أو غيره عن أي إنسان فهي تشعل أخطر نار مدمرة ومحطمة لحياة إنسان وأسرته وعائلته.

يا صديقي لسانك نار

إن استخدمته كذبًا وضلالاً ضد آخر،

واعلم أنه بكلامك تتبرر

وبكلامك تدان،

فاحذر هذه النار التي لا تخمد سريعًا

بل تمتد من زمن إلى زمن،

ولا تشترك في مثل هذه الأكاذيب

التي إن صنعتها فقدت نصيبك السماوي

ومن له أذنان للسمع فليسمع ويحذر.



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم قوة
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم نعمة
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أغلي هدية
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة : أعظم شعور
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم قرار


الساعة الآن 07:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024