|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحطيم لويثان إن كان الله يخرج من مكانه ليُعاقب، ففي خروجه لا يطلب هلاك الخطاة وإنما الخطية، لا يُريد الدخول في معركة مع البشرية إنما مع إبليس الحية القديمة المخادعة والتنين البحري... إنه يدخل إلى معركة فريدة خلال الصليب -سيف الحق- القاتل للشر والواهب الحياة لشعبه. قتل لويثان: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُعَاقِبُ الرَّبُّ بِسَيْفِهِ الْقَاسِي الْعَظِيمِ الشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ، الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْمُتَحَوِّيَةَ، وَيَقْتُلُ التِّنِّينَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ." [1]. إن كان البعض يرى في تعبير "في ذلك اليوم" إشارة إلى اليوم الأخير الذي فيه يضرب الله الشيطان ضربته القاضية النهائية بتمتع الكنيسة بالحياة الأبدية وهلاك عدو الخير، ويحاول اتباع الملك الألفي أن يحسبوه يوم المُلك الألفي حيث يتحطم سلطان إبليس، ألا إننا نراه يوم الصليب، أو يوم الفداء الذي فيه ملك الرب على خشبة الصليب، وفيه "محا الصك الذي علينا... إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه" (كو 2: 14- 15)، إذ بدأ المُلك الألفي (الروحي) بصلب الرب. كما سبق فقلت أن اتجاه بعض المفسرين إلى تطبيق نبوات إشعياء الخاصة بالعصر المسياني على الملك الألفي هو ثمرة طبيعية لعدم تذوق المسيحيين في العصر الحالي لقوة الصليب في حياتهم واختبارهم للسلطان الإلهي ضد إبليس وأعماله وعدم تلامسهم مع الحياة الغالبة الداخلية المملوءة فرحًا وسلامًا فائقًا للعقل. ما هو هذا السيف القاسي الذي به يُعاقب الرب لويثان إلاَّ كلمة الله السيف الماضي ذو الحدين الخارج من فمه (رؤ 1: 16؛ عب 4: 12). خلال الكلمة نلتقي بالمسيح نفسه "كلمة الله المتجسد المصلوب" المختفي وراء الحروف والكلمات، يعمل دومًا لخلاصنا. وكما يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [ابن الله حيّ وفعّال يعمل يومًا فيومًا لخلاص الكل]. معاقبة الحية بالسيف وقتل التنين البحري إنما يعني أن كلمة الله المتجسد، مسيحنا المصلوب والساكن في داخلنا يتسلم قيادة المعركة ليُدين كل شر فينا حتى يُحطم كل ظلمة مقيمًا فينا مملكة النور. * لقد غلب العالم كله كما نرى أيها الأحباء... لقد قهر لا بقوة عسكرية بل بجهالة الصليب... لقد رُفع جسده على الصليب فخضعت له الأرواح. القديس أغسطينوس القديس مقاريوس الكبير * بعد أن تحنوا ركبكم يُطلب منكم أن تنطقوا بهذه الكلمات: "أجحدك أيها الشيطان"... ماذا حدث؟ ما هذا التغير المفاجئ الغريب؟ أنتم الذين كنتم ترتعشون بخوف هل تثورون ضد سيدكم؟ هل تتطلعون إلى مشورته بازدراء؟ ما الذي جاء بكم إلى هذا الجنون؟ متى حلت بكم هذه الجسارة؟ تقولون: لدينا سيف؛ سيف قوي. أي سيف هو هذا؟ أي حليف لكم؟ أخبروني. تجيبون: إننا ندخل في خدمتك أيها المسيح ، لهذا فإننا متجاسرون وثائرون، لأن لنا ملجأ قوي. هذا جعلنا فوق الشيطان. نحن الذين كنا قبلًا نرتعب منه ونخافه، لسنا فقط نجحده وحده بل ومعه كل مواكبه. * يطلب منكم الكهنة أن تقولوا: أجحدك أيها الشيطان وكل مواكبك وكل خدمتك وكل أعمالك. كلمات قليلة لكنها عظيمة القوة! الملائكة تقف بجواركم، والقوات غير المنظورة تفرح بتغيركم، ويتقبلون الكلمات من ألسنتكم ويحملونها إلى سيد كل الخليقة، لتنقش هناك في كتب السماء. القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|