قداسة البابا شنودة الثالث
تدل الخطية على أنك لا تشعر بوجود الله.
فلو كنت تشعر بوجود الله، ما كنت ترتكبها قدامه، بدون خجل!! ولعل هذا ما كان يجول بذهن يوسف الصديق وهو يقول (كيف أفعل هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله) (تك 39: 10) إذن أنت في الخطية، إنما تخطئ إلى الله قبل كل شيء: تقاومه وتعصاه وتتحداه، تحزن روحه القدوس تدنس سكناه في قلبك.. إلخ.
هل تشعر بكل هذا، وأنت تخطئ، أو وأنت تعترف بخطيتك؟ أم أنت تذكر الخطية ببساطة، دون أن تشعر بخطورتها وبشاعتها..! كإنسان مريض تسأله عن صحته، فيقول لك: (شيء بسيط. مجرد سرطان.. مجرد إيدز)!! وهو لا يدرى سرطان أو معنى إيدز!!
الخطية هي التعدي (1يو 3: 4).
هي التعدي على وصايا الله، كسر الوصايا، عدم الاهتمام بها.. أو هي التعدي على حقوق الله، وعلى كرامته وعلى أبوته.
معنى الخطية يؤخذ من ناحتين: من جهة الله، ومن جهة الناس.
كتاب عشرة مفاهيم
الخطية من جهة الله، هي تمرد عليه.
ثورة على الله، وعصيان، وتمرد.. تصوروا حينما يثور التراب والرماد، ويتمرد على الله خالق السماء والأرض.. لاشك أنه لون من الكبرياء، أن يتمرد التراب أمام الله..
إنه قبل أن يكسر الوصية، تكون الكبرياء قد كسرت قلبه من الداخل.