قداسة البابا شنودة الثالث
الطموح الخاطئ: كلما يصل ينتفخ ويتكبر.
أما الطموح الروحي، فيفرح بالرب في اتضاع.
إن عمل الاثنان في المجال الديني. فصاحب الطموح الخاطئ يحب أن يصل إلى مواهب الروح التي ينال بها مجدا من الناس.
أما صاحب الطموح الروحي، فيسعى إلى نوال ثمار الروح (غل 5: 22، 23) التي يتمتع فيها بمحبة الله وبالفضائل الخفية.. إنه يجاهد في الروحيات لا ليفتخر بما وصل إليه، بل لأنه لذة روحية في الالتصاق بالرب. وكلما يزداد اتضاعًا، عارفا أن طريق الكمال لا يزال بعيدا. وينظر إلى المثل العليا في حياة القديسين، فيرى أنه لم يفعل شيئا! ومهما وصل طموحه يتذكر قول الرب:
(متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون)
(لو 17: 10)
لذلك فإن قديسين كثيرين وصلوا إلى مستويات عالية جدا، ومع ذلك كانوا يبكون على خطاياهم. لأنهم كانوا في طموحهم الروحي، كانوا في طموحهم الروحي، كانوا يرون درجات أعلى وأعلى، لم يصلوا إليها بعد..