ففي هذا المطقع بحسب مرقس يفاجئنا مرقس بيسوع كمُتمم النبؤات. حيث يقترب من الإنسان، وكما نوهنا بأنّ التمرّد هو سمّته، يدهشنا هذا التصرف البشري المحدود والمتمرّد من أهل الناصرة أي بلدته. إذ بداخل مجمع الناصرة يروي مرقس: «لـمَّا أَتى السَّبت أَخذَ يُعَلـم [يسوع] في الـمَجمَع، فَدَهِشَ كثيرٌ مِنَ الّذينَ سَمِعوه» (مر 6: 2). هذا الإندهاش من معاصري يسوع بناء على تعلّيمه الشافيّ فيأتي رد فعلّهم ليس كترحيب حقيقي ولا حتّى إستماعًا فعالاً، بل بدء لرفضه على الفور.
هذا التمرّد تعبير عن إنغلاقهم مما لا يعاون يسوع ليُتمم الأعمال الإعجازيّة لأهل بلدته. عدم قبول شفائه هو دليل على إصّرارهم على الإنغلاق أمام قُرب يسوع. يصف مرقس تمرّدهم هذا من خلال أسئلتهم الأربع لذاواتهم والتّي تحمل إستياء تكشف هذه التساؤلات عن مصدر قساوة قلوب معاصري يسوع وقلوبنا فهم يُمثلوننا.