16- مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَنْ يَصْنَعَ رَحْمَةً،
بَلْ طَرَدَ إِنْسَانًا مِسْكِينًا وَفَقِيرًا وَالْمُنْسَحِقَ الْقَلْبِ لِيُمِيتَهُ
17- وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ
18- وَلَبِسَ اللَّعْنَةَ مِثْلَ ثَوْبِهِ، فَدَخَلَتْ كَمِيَاهٍ فِي حَشَاهُ وَكَزَيْتٍ فِي عِظَامِهِ
19- لِتَكُنْ لَهُ كَثَوْبٍ يَتَعَطَّفُ بِهِ، وَكَمِنْطَقَةٍ يَتَنَطَّقُ بِهَا دَائِمًا
20- هذِهِ أُجْرَةُ مُبْغِضِيَّ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، وَأُجْرَةُ الْمُتَكَلِّمِينَ شَرًّا عَلَى نَفْسِي.
سبب كل المصائب واللعنات التي قد تأتى على الشرير هو ظلمه للمسكين والفقير وحرمانه من كل قوة أو معونة، ويقصد المسيح، أو داود. هكذا صنع يهوذا، أو أخيتوفل، أو الأمة اليهودية. فأتت عليهم اللعنات التي اشتهوها؛ لأنهم اشتهوا الشر. والشر ملتصق باللعنة، فلبسوا الشر كثوب، بل لبسوه أيضًا كرداء خارجي كمعطف، وتمنطقوا به، أي تشددوا للعمل بالشر. فدخل إلى أحشائهم، وعظامهم، أي تمسكوا بالشر من داخلهم، وهو أفكارهم ومشاعرهم، ومن الخارج الذي هو أفعالهم. وأتت اللعنة عليهم، أي تعذبوا من الداخل والخارج، ولا ينتظرهم في النهاية إلا العذاب الأبدي. هذه هي أجرة من يتشبث بالشر، فيصبح من طبعه ويصعب جدًا أن يتركه؛ حتى لو توجع داخله من الاضطراب والقلق، فيرفض صوت الله، ويتمادى في الشر حتى الموت، كما شنق كلا من يهوذا وأخيتوفل نفسيهما؛ لأنهما أحبا الشر، فأتت عليهما اللعنة التي هي النتيجة الحتمية للشر، وبالتالي تباعدت عنهم بركة الله الذي رفضاه بإرادتهما ولم يحباه. فأخيتوفل رفض مكانه العظيم كمشير لداود، ويهوذا رفض أعظم شيء وهو تلمذته للمسيح ورسوليته.