"قُلتُ لَكم هذهِ الأشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامًّا" (يوحنا 15: 11). إن يسوع ينطلق إلى الآب، بالصَّليب، فكان لتلاميذ أن يفرحوا بذلك، إن كانوا يُحبُّونه "لو كُنتُم تُحِبُّوني لَفَرِحتُم بِأَنِّي ذاهِبٌ إلى الآب" (يوحنا 14: 28)، لأنَّ غاية من هذا الانطلاق هي هبة الرُّوح "فَإِن لم أَذهَبْ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أَمَّا إِذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إِلَيكُم (يوحنا 16: 7). إنهم، بفضل هذه الهبة، سيحيون حياة يسوع (يوحنا 14: 11)، لأنَّهم سينالون من الآب كل شيء، عندئذ سيتبدَّل حزنهم إلى فرَح، وسيكون فرَحهم كاملًا، ولن ينزعه منهم أحد (يوحنا 14: 13-14). وفي هذا الصَّدد قال القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "أمّا الصَّليب، فهو مشيئة الآب ومجد الابن وفرَح الرُّوح القُدُس".