رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ. يشكر أيضًا داود الله في النهاية على الخيرات الكثيرة التي أعطاها له. ويقصد بالخيرات كل العطايا المادية، وبالأحرى الروحية، فيشكره على حفظه له، وعلى إشباعه بالماديات، وعلى الملك، ويشكره، بالأكثر على معرفته له، واختياره في حياته، وتمتعه بعشرته، وهذا ما ينبغى أن يفعله كل إنسان روحي. النسر عندما يصل إلى سن الثلاثين تضعف مخالبه، ومنقاره ويلتصق ريش جناحيه بجسده ويكون معرضًا للموت، إذ لا يستطيع أن يقتنص فريسته ويعجز عن الطيران. وهنا يلزمه أن يجدد قوته ليواصل الحياة، فيطير إلى أعلى الجبل ويمكث هناك مدة مئة وخمسين يومًا؛ أي خمسة شهور يكسر فيها مخالبه مرة، ثم الثانية بضربها في الصخر، وكذلك منقاره، فتنبت من جديد ولكن بقوة، وينتف ريشه القديم، فينبت غيره ريشًا قويًا غير ملتصقًا بجسده، ويتحمل كل هذه الآلام ليواصل حياته ثلاثين سنة أخرى، أو أكثر؛ إذ يمكن أن يصل عمره إلى سبعين عامًا. يتمنى داود لنفسه عندما تقابل فتورًا روحيًا وضعفًا أن تتجدد حيويتها وقوتها الروحية بالجهاد الروحي والألم. فتنطلق من جديد في حياة قوية مع الله، كما يفعل النسر. فتستطيع نفسه أن تحلق في سماء الفضائل، وترتفع عن الشهوات الأرضية. وهكذا يتمنى، ويسعى كل إنسان روحي. كما يحتمل النسر آلامًا كثيرة ليجدد شبابه، هكذا يلزم للإنسان الروحي أن يحتمل التجارب، وكذلك آلام الجهاد الروحي. وأيضًا الخادم يحتمل آلام الخدمة؛ ليتجدد الشباب الروحي، ويرتفع الإنسان في علاقته مع الله. هكذا نرى أن داود يتمنى لنفسه، ولكل مجاهد روحيًا ستة أمور هي: أ - غفران خطاياه. ب - شفاء أمراضه الروحية والجسدية. جـ- نوال الفداء من الخطية والعذاب الأبدي. د - الحصول على إكليل الحياة مع الله وملكوت السموات. هـ- الشبع بالخيرات الروحية، بالإضافة للجسدية. و - تجديد مستمر للحياة الروحية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يتمنى داود الذي يسلك بالاستقامة |
عندما شعر داود بغضب الله عليه بسبب خطيته تأثر جدًا روحيًا |
هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه |
عندما تقابل الاساءة بالاساءة |
عندما تتجدد الأشياء بداخلك تتجدد نظرتك للحياة |