العلامة أوريجينوس
أن هناك سرًا خفيًا في اختيار هؤلاء الثلاثة لأرض جلعاد التي شرقي الأردن بينما يتمتع تسعة أسباط ونصف بأرض الموعد بعد عبورهم نهر الأردن وانتصارهم على أكثر من ثلاثين ملكًا. إنه يرى في المجموعة الأولى صورة حيّة لكنيسة العهد القديم التي كانت ولا تزال جزءً لا يتجزأ من كنيسة الله الواحدة لكنها ليست في غنى بركات كنيسة العهد الجديد التي عبرت مياه المعموديّة المقدسة وحملت في وسطها المقدسات. إنها صورة رائعة للجنس البشري المؤمن، جزء نال نصيب خلال الناموس (موسى) حيث تمت الغلبة على يديه أي في أيام قيادته، أما الجزء الأعظم فقد تحقق على يدي يشوع (يسوع) الذي دخل بهم إلى الأرض عينها التي تفيض عسلًا ولبنًا. الأولون أبكار لكنهم أقل أصالة فنالوا ميراث موسى، أما الآخرون فنالوا ميراث يشوع (المسيح ربنا). لقد سبقت كنيسة اليهود كنيسة العهد الجديد، لكنها لم تنعم ما تمتعت به الأخيرة، لأن الأصغر في ملكوت السموات أعظم من يوحنا المعمدان (مت 11: 11).