لِهؤُلاَءِ تُقْسَمُ الأَرْضُ نَصِيبًا عَلَى عَدَدِ الأَسْمَاءِ
يرى العلامة أوريجينوس
[بما أن تقسيم الأرض وهذا الأرض هو رمز أرضي وَظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ (عب 10: 1)، ويقدم نموذجًا للميراث السماوي الذي يشتهيه المؤمنون والقدِّيسون، فإنني أبحث في هذا الميراث الذي نشتهيه هل نطلب الأكثر عددًا أم الأقل عددًا؟ إنني أجد أن الآخرين أكثر سعادة من الأولين. فإنه "واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه" (مت 7: 13-14). لكن الذين يدخلون من الباب الضيق والطريق الكرب المؤدي إلى الحياة فقليلون. في موضع آخر قيل: "أقليل هم الذين يخلصون؟" (لو 13: 23). وأيضًا "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12) وليس محبة قليلين. وفي بناء فلك نوح الذي أُعطيت مقاييسه من السماء هكذا يصنعه ثلاثمائة ذراع يكون طوله، وخمسين عرضه، وثلاثين ارتفاعه. لكنه كلما ارتفع البناء ضاق ونقص عدد الأذرع... السبب في هذا أن الأجزاء السفليّة التي تشمل مساحات واسعة وفسيحة يدخل فيها الحيوانات والقطعان، الجزء الأكثر ارتفاعًا تدخله الطيور، أما القمة فضيقة وصغيرة السعة فهي مكان الإنسان الناطق].