رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعليمات خاصة بالتقسيم: 52 ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 53 «لِهؤُلاَءِ تُقْسَمُ الأَرْضُ نَصِيبًا عَلَى عَدَدِ الأَسْمَاءِ. 54 اَلْكَثِيرُ تُكَثِّرُ لَهُ نَصِيبَهُ، وَالْقَلِيلُ تُقَلِّلُ لَهُ نَصِيبَهُ. كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ الْمَعْدُودِينَ مِنْهُ يُعْطَى نَصِيبَهُ. 55 إِنَّمَا بِالْقُرْعَةِ تُقْسَمُ الأَرْضُ. حَسَبَ أَسْمَاءِ أَسْبَاطِ آبَائِهِمْ يَمْلِكُونَ. 56 حَسَبَ الْقُرْعَةِ يُقْسَمُ نَصِيبُهُمْ بَيْنَ كَثِيرٍ وَقَلِيل». "كلَّم الرب موسى قائلًا: لهؤلاء تقسم الأرض، نصيبًا على عدد الأسماء. الكثير تكثر له نصيبه، والقليل تقلل له نصيبه" [52-53]. مع أن يشوع بن نون هو الذي يقسم الأرض لكن الله أصدر التعليمات الخاصة بالتقسيم لموسى قبل نياحته. إن دخول الموعد لن يتم إلاَّ بيشوع رمز "يسوع" المسيح ربنا، لكن موسى ممثل الناموس تقبل التعليمات حيث لا فصل بين الناموس والإنجيل. يرى العلامة أوريجينوس أن هذا الأمر الإلهي أنه كلما كثر العدد تأخذ العشيرة مساحة أكبر إشارة إلى الذين يريدون يعيشون هنا في ترف، أما العشائر الأقل عددًا فتنال مساحة أصغر إشارة إلى الداخلين من الباب الضيق والطريق الكرب (لو 13: 23، 24). إنهم يرثون القليل على الأرض لينعموا بالكثير في السماء. لهذا فإن اللاويّين لم يرثوا شيئًا قط على الأرض ليكون الرب وحده نصيبهم. وقد قدَّم فلك نوح مثلًا، فإن القسم الأسفل هو القسم المتسع جدًا احتلته الحيوانات أما العلوي وهو أقل الأقسام مساحة فاحتله نوح وعائلته حيث يكونون مع الرب في الأعالي. هكذا كلما ارتفع الإنسان المؤمن نحو السمويات تنازل عن الأرضيات ليكون الرب وحده نصيبه. يقول العلامة أوريجينوس: [بما أن تقسيم الأرض وهذا الأرض هو رمز أرضي وَظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ (عب 10: 1)، ويقدم نموذجًا للميراث السماوي الذي يشتهيه المؤمنون والقدِّيسون، فإنني أبحث في هذا الميراث الذي نشتهيه هل نطلب الأكثر عددًا أم الأقل عددًا؟ إنني أجد أن الآخرين أكثر سعادة من الأولين. فإنه "واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه" (مت 7: 13-14). لكن الذين يدخلون من الباب الضيق والطريق الكرب المؤدي إلى الحياة فقليلون. في موضع آخر قيل: "أقليل هم الذين يخلصون؟" (لو 13: 23). وأيضًا "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12) وليس محبة قليلين. وفي بناء فلك نوح الذي أُعطيت مقاييسه من السماء هكذا يصنعه ثلاثمائة ذراع يكون طوله، وخمسين عرضه، وثلاثين ارتفاعه. لكنه كلما ارتفع البناء ضاق ونقص عدد الأذرع... السبب في هذا أن الأجزاء السفليّة التي تشمل مساحات واسعة وفسيحة يدخل فيها الحيوانات والقطعان، الجزء الأكثر ارتفاعًا تدخله الطيور، أما القمة فضيقة وصغيرة السعة فهي مكان الإنسان الناطق]. أما التقسيم فيتم بالقرعة (ع 57): يلاحظ عند التقسيم أن كالب بن يفنة أخذ حبرون كامتياز له دون القرعة (يش 14: 6-15) لأنه مع يشوع شدَّد قلب الشعب منذ خمسة وأربعين عامًا قبل التقسيم، كذلك بعد المعركة كان المحاربون الممتازون يأخذون نصيبهم في الغنائم بدون قرعة كمكافأة لهم أم الآخرون فيأخذون بالقرعة. يقول العلامة أوريجينوس: [يبدو لي أن سيدي يسوع المسيح سيفعل هكذا، فإن البعض الذين يعرف أنهم قد تألموا أكثر من الآخرين ويعلم أعمالهم العظيمة وفضائلهم السامية يهديهم شرفًا وأمجادًا استثنائية عظيمة، إن استطعت القول أنها تشبه أمجاده. أما يبدو لك أنه يهب تلاميذه الحواريّين بعض تطويباته بقوله: "أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ.. يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا" (يو 17: 24)، "تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" (مت 19: 28)، "ليكون الجميع واحدًا كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك" (يو 17: 21). هذه جميعها لا تُعطى بالقرعة لكنها تُمنح كامتياز مختار من الذي وحده فاحص القلوب وعارف ضمائر الناس. أما نحن فإن كنا لسنا ضمن المختارين الاستثنائيّين الذين هم فوق القرعة، فلتكن لنا كرامة التمتع بنصيب مع قرعة القدِّيسين]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تعليمات السلامة في براغ |
فأنت لك في قلب المسيح مكانة خاصة ومحبة خاصة |
تعليمات منزليه |
تعليمات خاصة للحاوي |
4 تعليمات من السيسي للحكومة |