مشاعر الإنسان الروحي تتحرك نحو بيت الرب لأن الله ساكن فيه، بل تتوق، أي تشتاق بشدة للوصول إلى بيت الرب للتمتع برؤيته. وهذا معناه أن القلب قد تحرر من تعلقات العالم، وإغراءاته، فأصبح المسيطر على القلب هو محبة الله. ومعناه أيضًا إيمان الإنسان بأن هناك بركة خاصة في بيت الرب، وحلول إلهي ونعمة لا توجد خارج هذا المكان، وهذا هو إيماننا حتى الآن أنه لا خلاص خارج الكنيسة، كما قال القديس أوغسطنيوس، ولا يمكن أن يتسبدل الإنسان الكنيسة بأي مكان آخر مثل المخدع؛ ففي الكنيسة ينال الإنسان الأسرار المقدسة، ويعرف الله ويتحد به.
ثم يتحرك الإنسان بكل كيانه، أي قلبه وجسمه (لحمه) ليستمتع بعشرة الله. بعد أن آمن الإنسان الروحي بأن الله هو الكائن الوحيد الحي إلى الأبد؛ إذ أن الآلهة الوثنية كلها أصنام مائتة، وأيضًا كل قوى العالم زائلة.