منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 06 - 2024, 12:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

خمسة نبوات على فم بلعام بقيت في سجلات الأمم


نبوته الأولى:

7 فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «مِنْ أَرَامَ أَتَى بِي بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ، مِنْ جِبَالِ الْمَشْرِقِ: تَعَالَ الْعَنْ لِي يَعْقُوبَ، وَهَلُمَّ اشْتِمْ إِسْرَائِيلَ. 8 كَيْفَ أَلْعَنُ مَنْ لَمْ يَلْعَنْهُ اللهُ؟ وَكَيْفَ أَشْتِمُ مَنْ لَمْ يَشْتِمْهُ الرَّبُّ؟ 9 إِنِّي مِنْ رَأْسِ الصُّخُورِ أَرَاهُ، وَمِنَ الآكَامِ أُبْصِرُهُ. هُوَذَا شَعْبٌ يَسْكُنُ وَحْدَهُ، وَبَيْنَ الشُّعُوبِ لاَ يُحْسَبُ. 10 مَنْ أَحْصَى تُرَابَ يَعْقُوبَ وَرُبْعَ إِسْرَائِيلَ بِعَدَدٍ؟ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ».

استغل الله هذا الموقف لكي يقدِّم للأمم خمسة نبوات على فم بلعام بقيت في سجلات الأمم:
النبوة الأولى (عد 22: 7-10) تتحدث عن التجسد الإلهي.
النبوة الثانية (عد 22: 16-24) تتحدث عن آلام السيد وقيامته.
النبوة الثالثة (عد 23: 1-14) تتحدث عن يوم البنطيقستي.
النبوة الرابعة (عد 23: 15-19) تتحدث عن الكرازة بالسيد المسيح.
النبوة الخامسة (عد 23: 21-25) تتحدث عن اقتناء المسيح يسوع ربنا.
هكذا حملت النبوات فيما احتوته عرضًا سريعًا عن أعمال الله الخلاصيّة في ملء الأزمنة من تجسد الابن الوحيد، آلامه وموته وقيامته، وحلول الروح القدس على الكنيسة، الكرازة بين الأمم، وأخيرًا غاية إيماننا "اقتناء السيد المسيح".
أما نص النبوة الأولى فهو:
"من أرام أتى بي بالاق ملك موآب من جبال المشرق،
تعال العن لي يعقوب وهلم اشتم إسرائيل،
كيف ألعن من لم يلعنه الله وكيف أشتم من لم يشتمه الرب؟
إني من رأس الصخور أراه، ومن الآكام أبصره،
هوذا شعب يسكن وحده، وبين الشعوب لا يُحسب،
من أحصى تراب يعقوب، ورُبع إسرائيل بعدد؟
لتمت نفسي موت الأبرار ولتكن آخرتي كآخرتهم" [7-10].
قبل أن ندخل في المعاني الرمزيّة التفصيليّة لهذه الكلمات أريد أن أوضح أن جوهر هذه النبوة أن بلعام لم يقدر أن يلعن هذا الشعب ولا أن يشتمه، لأنه قد ارتفع إلى رأس الصخور إلى السيد المسيح نفسه الصخرة الحقيقيّة فنظر الشعب وإذا به ليس كسائر الشعوب، رآه جسد المسيح يسوع السري، له طبيعة جديدة على صورة خالقه لا يمكن أن تُلعن ولا تُشتم، قد تبررت في دم السيد المسيح وتقدَّست. رأى تراب يعقوب أي أموره الأرضيّة قد تباركت وتقدَّست. إذ يتقدس المؤمنون روحًا وجسدًا، بل صار حتى موتهم -في المسيح يسوع- بركة يشتهي بلعام أن ينعم بها.
يقول: "من أرام أتى بي بالاق ملك موآب من جبال المشرق" [7]. ولعل "أرام" وهي أكادية تعني "الأرض المرتفعة"، أطلق على هذا الإقليم في الترجمة السبعينيّة "المصيصة Mespopotania" أو "سوريا"، وقد ظهرت عدة دويلات أراميّة في الوقت الذي فيه نشأت مملكة في أرض إسرائيل، منها "أرام النهرين" (تك 24: 10)، والنهران هما دجلة والفرات. ويظن البعض أنهما نهر خابور والفرات، وكان "فدان أرام" يقع في هذا الإقليم (تك 29: 4-5). في هذا الإقليم كانت تقع مدينتا نصيبين والرها اللتين اشتهرتا كمركزين للثقافة والآداب السريانيّة.
يتأمل العلامة أوريجينوس في هذا النص، حيث يرى بالاق قد جاء ببلعام إلى ما بين النهرين على الجبال من جهة المشرق. لقد دخل به إلى ما بين الأنهار، ليست الأنهار المقدسة التي تنبع عن نهر الحياة كقول السيد "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حيّ" (يو 7: 38)، الأنهار الدائم التسبيح لله بالأعمال المقدسة كما يقول المرتل: "الأنهار لتصفق بالأيادي" (مز 98: 8)، إنما انطلق به إلى أنهار بابل التي كُتب عنها: "على أنهار بابل هناك جلسنا، بكينا أيضًا عندما تذكرنا صهيون" (مز 137: 1).
يدعوها العلامة أوريجينوس"أنهار الفتور"، قائلًا: [إذا ما أتى بنا وسط هذه الأنهار التي لبابل، إذا ما فاضت مجاري اللذة واستحممنا في أمواج عدم العفة... هناك سبونا في هذا الموضع
جاء به من أنهار الفتور والملذات من الجبال... أي جبال هذه؟ إنها ليست الجبال المقدسة التي كُتب عنها: "أساساته في الجبال المقدسة" (مز 87: 1)، وفي موضع آخر "أورشليم المبنية كمدينة متصلة كلها. أورشليم الجبال حولها، والرب حول شعبه" (مز 122: 3، 125: 2). إنها جبال الفتور (القائمة بين النهرين)، دُعيت بجبال العتمة (إر 13: 16)، وعنها قيل: "أتوا إليك، جبل الفساد". إنها الجبال التي خصصت لهذا العمل "كل علو يرتفع ضد معرفة الله" (2 كو 10: 5). هذه هي الجبال التي أُخذ بلعام إليها].
أما كونها "من المشرق"، فإنه "لها أيضًا نورها الذي يشرق"، إذ "يغير شكله إلى شبه ملاك نور" (2 كو 11: 14). لها هذا النور الذي قيل عنه "نور الأشرار ينطفيء" (أي 18: 5)... وهو مضاد للنور القائل: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12). إنه من الشرق المضاد للشرق الذي كُُتب عنه في زكريا: "هوذا الرجل الغصن (الشرق) اسمه" (زك 6: 12)].
يقول له بالاق: "العن لي يعقوب، وهلم اشتم إسرائيل" [7]. لعله أراد أن يؤكد أنه يلعن يعقوب ويزيد اللعنات على إسرائيل، فحين قَبِل يعقوب البركة من أبيه إسحق هاج العدو عليه حتى اضطر إلى الهروب، أما وقد صارع بعد أن رأى الرؤى فقد ازداد هياج العدو. هكذا كلما التقت النفس مع الله وصارع الإنسان مجاهدًا من أجل الملكوت تزايدت الحرب الروحيّة ضده.
يجيب بلعام: "كيف ألعن من لم يلعنه الله؟ وكيف أشتم من لم يشتمه الرب؟" [8]. كان فم بلعام مملوء من اللعنة، "تحت لسانه مشقة وإثم" (مز 10: 7). وُجد في الدسائس مع الأغنياء، إذ كان ينتظر الأجرة من الملك لأجل قتل الأبرياء بطريقة غير ظاهرة. لكن الله "الصَّانِعَ الْعَجَائِبَ.. وَحْدَهُ" (مز 136: 4) يستخدم حتى أعدائه في صنع السلام. وضع كلماته في فم بلعام، مع أن قلبه لم يقدر أن يتقبل كلمات الله... لم يحمل بلعام كلام الله في قلبه وإنما على لسانه فقط. لكنه على أي الأحوال نطق بكلام الله...].
ربما يتساءل البعض: هل الله يلعن؟
يُجيب العلامة أوريجينوس هكذا: [أعتقد أن الله يلعن أي شخص (أو كائن) آخر، إذ نقرأ أن الرب يقول للحيّة: "مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ.. وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ" (تك 3: 14)، ولآدم: "ملعونة الأرض بسببك" (تك 3: 17)، ولقايين: "ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك" (تك 4: 11)، وفي موضع آخر يقول: "ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالًا منحوتًا أو مسبوكًا" (تث 27: 15). لا تعتقد أن هذه التعبيرات لا نجدها إلاَّ في العهد القديم فإننا نجد ما يشبهها في الأناجيل. إذ جاء فيها أن الرب يقول للذين عن يساره: "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبديّة" (مت 25: 41)، وعندما يقول: ويل لكم أيها الكتبة والفريسيين" (مت 23: 29)، "ويل لكم أيها الأغنياء" (لو 6: 24)، ماذا يفعل إلاَّ أن يلقي عليهم اللعنات. إذًا ما هو موقف الوصيّة المُعطاة من الرسول: "باركوا ولا تلعنوا" (رو 12: 14)...؟ عندما يلعن الله إنما عن استحقاقهم للعنة، إنه ينطق بالحكم لأنه لا يخطيء لا في حكمه على طبيعة الخطيّة، ولا على نية الخطاة. لكن الإنسان لا يقدر أن يدخل إلى العمق، لا يقدر أن يرى إرادة غيره أو يدركها. فإننا أن لفظنا باللعنة حسب نظرة الديان الذي يصدر الحكم، نفعل ذلك خارج حقنا إذ نجهل شعور الخاطئ].
"إني من رأس الصخور (قمة الجبال) أراه، ومن الآكام أبصره (ألاحظه)، هوذا شعب يسكن وحده، وبين الشعوب لا يُحسب" [9]. إن كان بالاق قد جاء بي إلى جبال الفتور إلى خداعات الشياطين، لكن الرب نقله إلى جبال الله إلى "قمة الجبال" وإلى التلال المقدسة، هناك يرى شعب الله ويدرك أسراره. "لأن إسرائيل (الروحي) يقع على الجبال المرتفعة وعلى التلال العالية، أي يعيش حياة فاضلة وصعبة، حيث لا نستطيع بسهولة أن نكون جديرين بالتطلع إليها أو إدراكها ما لم نتسلق المرتفعات وقمم المعرفة، لهذا لم يلعنه الله. إن حياته عالية ومرتفعة، وليست دنيئة أو منحطة. لكن يبدو لي أن الله لا يقول هذا عن إسرائيل حسب الجسد بل عن ذاك الذي يسير في الأرض وسيرته في السموات (في 3: 20)].
هكذا على المرتفعات العالية رأى بلعام أولاد الله، أو كنيسة الله التي تتأسس على السيد المسيح "الصخرة" الحقيقيّة.
إن أردنا أن ننظر كنيسة الله، إسرائيل الروحي الجديد، فلنرتفع على جبال الشريعة المقدسة ونصعد على تلال النبوات العالية، خلالها نرى رأس الكنيسة نفسه، السيد المسيح، ومن خلاله نرى كنيسته المقدسة، بكونها جسده السري.
لهذا يقول "هوذا شعب يسكن وحده، وبين الشعوب لا يُحسب". إنه يسكن في المسيح يسوع، حاملًا الطبيعة الجديدة التي تميزه. لا يراه شعبًا بالمفهوم الزمني، فيُحسب وسط الشعوب، إنما يراه الكنيسة الواحدة المقدسة، تحيا في السمويات. هكذا يرى بلعام التجسد واضحًا خلال ظلال الشريعة والنبوات، ويرى الكنيسة واضحة خلال التجسد، لكنها فوق كل إدراك.
"من أحصى تراب يعقوب ورُبع إسرائيل بعدد؟" [10]. وفي الترجمة السبعينيّة "من أحصى بذار يعقوب تمامًا، ومن أحصى عائلات إسرائيل؟".
يقول العلامة أوريجينوس: [هذا يذكرنا بالقول: "ثم أخرج الله إبراهيم إلى خارج وقال: انظر إلى السماء وعدّ النجوم إن استطعت أن تعدها. وقال له: هكذا يكون نسلك. فآمن إبراهيم بالرب فحُسب له برًا" (تك 15: 5-6). لا يستطيع إبراهيم ولا أي إنسان آخر ولا ملاك ولا رئاسات عليا أن تحصي عدد النجوم ولا نسل إبراهيم، إذ كُتب عنه "هكذا يكون نسلك". أما الله فقيل عنه "يُحصي عدد الكواكب، يدعو كلها بأسماء" (مز 147: 4). هذا الذي قال: "قد أعطيت أوامري لكل الكواكب"، فإنه يقدر أن يُحصي تراب يعقوب وربع إسرائيل بعدد. هو وحده الذي يعرف بحق من هو يعقوب الحقيقي من هو إسرائيل الحقيقي. فإن الأمر لا قيمة له من جهة اليهودي حسب الظاهر، ولا الختان الذي في الظاهر في الجسد، بل "اليهودي في الخفاء" (رو 2: 28)، ختان القلب لا الجسد، إنه وحده القادر أن يعدّ وأن يسجل، بحسب حكمته الفائقة الوصف غير المدركة.... هذا الإحصاء لا يكون مقدسًا وعجيبًا إلاَّ إذا تم بناء على أمر إلهي. أما إذا أراد أحد أن يصنع تعدادًا بغير ما أمر به الرب، حتى ولو كان داود النبي العظيم هو الذي أمر به (2 صم 24)، يُحسب هذا التصرف ضد الشريعة، ويصير الشخص موضع اتهام ويسقط تحت العقاب].
"لتمت نفسي موت الأبرار، ولتكن آخرتي كآخرتهم" [10]. وفي الترجمة السبعينيّة "لتمت نفسي مع نفوس الأبرار". وكأن بلعام وقد رأى كنيسة العهد الجديد المقدسة خلال التجسد الإلهي لم يشتهِ العضويّة فيها فحسب بل أراد أن ينعم بحياتها خلال التمتع بالموت مع السيد المسيح. وكأنه أدرك خلال الظل كلمات الرسول بولس: "إننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعموديّة للموت" (رو 6: 3-4)، و"إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضًا معه" (2 تي 2: 11).
يقول العلامة أوريجينوس: [بخصوص هذا الموت يقدِّم بلعام نبوءة مدهشة، وبواسطة كلمة الله جعل لنفسه صلاة رائعة، فإنه يطلب أن يموت عن الخطيّة ليحيا لله].
ويقول القديس أمبروسيوس: [اشتاق بلعام إلى هذا الأمر بروح النبوة إذ رأى فيه القيامة الأبديّة للبشريّة، بهذا لم يَخَفْ أن يموت إذ يقوم ثانية. إذن ليت نفسي لا تموت في خطيّة ولا ترتكب شرًا بل تموت في نفس البار فتتقبل برّه فيها. فإن من يموت في المسيح يصير شريكًا لنعمته داخل الجرن].
للأسف لم يتحقق لبلعام هذا الطلب إذ ختم حياته بمشورته الشيطانيّة التي قدمها لبالاق ليسقط أولاد الله في الزنا، فيحلّ عليهم غضب الله (أصحاح 25). انتهت حياته بالقتل بالسيف (عد 31: 8، 16، يه 11). يقول القديس إيرينيئوس: [ذُبح بلعام بن بوعز بالسيف لأنه لم يعد ينطق حسب روح الله بل أقام ناموسًا آخر هو ناموس الزنا المضاد لناموس الله (رؤ 2: 14). لم يعد يُحسب نبيًا وإنما مثل عرَّاف، إذ لم يستمر في إعلان وصيّة الله بل تقبَّل الجزاء العادل لمشورته الشريرة].
لم تتحقق هذه الطلبة في حياته الخاصة، لكنها تحقت في تلاميذه، جماعة المجوس، الذين جاءوا من المشرق وقبلوا السيد المسيح كملك، مقدِّمين له ذهبًا ولبانًا ومرًا، مؤكدين ملكوته الروحي وكهنوته وآلامه. لقد تنبأ بلعام في شخصه عن الأمم التي قبلت الموت مع السيد المسيح.
أخيرًا لم يكن سهلًا أن ينطق بلعام بهذه الكلمات مشتهيًا الموت، في وقت كان فيه الموت عند اليهود كما عند الأمم علامة غضب الله، وعلامة نجاسة. لكن رؤيته بروح النبوة موت السيد المسيح جعل "الموت" شهوة يطلبها من يرغب في التبرر بدم السيد.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إرميا النبي | نبوات ضد الأمم
إرميا النبي | نبوات عن الأمم
بلعام | بلعام الأثيم والمصير المرعب الأليم
نبوات ضد الأمم لتأديبهم في الكتاب المقدس
نبوات عن الأمم القديمة


الساعة الآن 09:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024