ان مريم هي نفسها تلك المرأة التي لوَّحَ عنها الله آنذاك بطريقةٍ نبويّة في الكلام على الوعد بالانتصار على الحية، الوعد الذي قطعه الله للأبوين الأولين بعد سقوطهما بالخطيئة (تكوين15:3) وهي كذلك العذراء التي ستحبل وتلد ابناً يُدعى اسمه عمانوئيل (را. إش 7: 14؛ مي 2:5- 3؛ متى 1: 22- 23).
ولقد حَسُن لدى أبي النعم أن يسبق التجسد رضى هذه الأم المختارة، حتى أنه كما ساهمت امرأةٌ في عمل الموت، تساهم أيضاً امرأةٌ في الحياة. وهذا ما يَصحُّ بنوعٍ عجيب في أم يسوع التي أعطت العالم الحياة، حياةً منها تجدَّدَ كلُّ شيء، وقد حَباها الله نِعماً على مستوى مهمة عظمى كهذه. وقد زهت عذراء الناصرة، منذ اللحظة الأولى للحبل بها، بقداسةٍ وهّاجة وفريدة جداً، فحيَّاها ملاك البشارة المنتدب من الله ممتلئةً نعمة (لوقا28:1). فأجابت البشير السماوي، “هاءنذا أمةُ الربِّ، فليكن لي حسب قولك” (لوقا38:1).