هل مَن يستطيع أن يغير فكر الله؟
فهو يشير إلى أنه يجب أن نفهم إننا قادرون على أن تكون لنا العلاقة مع الله التي تمكننا من الوصول إلى أن نعمل أعمال يسوع ، فنحن لا نؤمن بأن الله سيفعل بحسب ما نطلب لأننا لا نعرف حقيقة مَن هو.
فإن الناس الذين يغيرون فكر الله هم الناس الذين نصلي ببصيرة وسلطان كما فعل موسى الشفيع الحقيقي الذي فهم شخصية الله ونتيجة لصلاته غير الرب برحمته رأيه وندم على الشر .
فإن موسى في مواقفه مه الله عند عصيان الشعب لم يعبر عن التحدي لله ، بل إن موسى قدم نفسه كذبيحة كفارية لأجل خطايا شعبه فهو يعمل ويتكلم بالرؤيا والإعلان وببصيرة كاملة نافذة إلى أعماق شخصية الله ومقاصده فهو وهو متشفع لأجل أمته يغير التاريخ بعدة طرق فلم يقبل الخطط الإلهية بإعتبارها أمراً نهائياً مفروغاً منه .
وهذا لأنه أدرك أنه وجد نعمة في عيني الرب فهو طلب طلب لم يطلبه أحد من قبل فقد قال أرني مجدك لذلك أعطاه ما لم يعطيه لأحد ، ولكن الله وسع إدراك موسى بأن يعلن عن نفسه ويذكره بقدرة الله وقوته وسلطانه وسيادته.
فالله أعطى للإسرائيليين بسبب موت موسى فرصة أخرى رغم عدم استحقاقاتهم. فقبل اي شيء في المجال الروحي يجب أن نفهم شخص الله وصفاته ومقاصده .
وفي الكتاب المقدس صفات منفردة عن الله تجعله منفرداً عن الآلهة الأخرى ، وهى أب وإله محب فإن كلامه وأعماله هى أعمال محبة وعلينا أن نعلم أن الألم والتعاسة في ذلك العالم لم يكن عملاً إلهياً ولا إختياراً إلهياً هو يتألم معنا .
بل وقد تألم لأجلنا فالألم هو نتيجة طبيعية لسلوكنا غير النقي وايضاً من صفات الله اللطف والإستقامة ، فالله دائماً يعمل بطرق تتوائم مع شخصيته المعلنة ومع مقاصده .
فإن شخصية الله وطبيعته ومقاصده لا تتغير ولكن خططه فيها مرونة ، وأن هذه المرونة هى التي تعطينا الفرصة أن نغير مجرى عالمنا عن طريق الصلاه عندما نواجه شروط الله للتغيير .
كما نرى فيها الإرتباط الوثيق بين معرفة إرادة الله وتغيير فكره .
ويتضح الإنسجام بين إيليا والله فالذين يستطيعون أن يغيروا فكر الله هم أولئك الذين لهم صلة وثيقة ويعرفونه إلى درجة يفهمون معها شخصه وإرادته فإستطاع أبطال الإيمان أن ينموا صداقة حقيقية مع الله.
فالله أرسل الينا الروح القدس ليساعدنا على تحقيق الإنسجام الكامل والشركة معه . فالعلاقة الحميمية الوثيقة مع الرب يسوع هو الشيء الوحيد الذي يجعل حياتنا تستحق أن تُعاش.