إنّ حياة الغُصن المُثمر توجّه أفكار النَّاس لله الّذي أثمر في الإنسان؛ وهكذا بالأمانة يربط المؤمن حياته دون مقابل بالمسيح الذي تُمنح له عطايا الله للأبد، وهذه الأمانة تفترض أيضًا تطابقًا فعّالاً ومعرفة تدريجيَّة لحياة يسوع. الثَّبات في يسوع أمرٌ اختياري، لكنَّه هو شرط قاطع للمؤمن، دونه لن يتمتع بثمرٍ روحيٍ، إما ثبات فإثمار، وإلا فلا إثمار قط! لأَنَّكُم، كما يقول يسوع "بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئًا" (يوحنا 15: 5)، وليس هناك حلٌّ وسط بين الأمرين. فالثَّبات في الكَرْمَة في زمن تُكثر فيه الشِّيع واللامبالاة وحتى الاضطهادات على أنواعها، يعني المثابرة على قبول الوديعة، وديعة الإيمان من الكنيسة الرَّسوليَّة. وكيف نعرف أننا ثابتين في المسيح وهو فينا؟ يجيب يوحنا الرَّسول "نَعرِفُ أَنَّنا فيه نُقيمُ وأَنَّه يُقيمُ فينا بِأَنَّه مِن رُوحِه وَهَبَ لنا (1 يوحنا 4: 13).