رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما العلاقة بين ظهور الرب في الجسد وحياتك الشخصية؟! يشرح الرسول يوحنا في رسالته الأولى حقًا كتابيًا ضخمًا يجب ألّا تقف عند الاحتفال به، بل يجب أنْ تسلك به؛ إنه عصب المسيحية، إنه ليس أمرًا عاديًا؛ تجسُّد يسوع في الأرض ليس بالأمر العادي. “اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ.” (١ يوحنا ١: ١). كلمة الحياة هو يسوع، فمِن المشكلات الضخمة هي التفرقة بين يسوع والكلمة، وهذا يحدث بسبب وجود بعض الآيات التي تُفرِّق بينهما، لكن ليس هذا هدفها، بل هدفها التفرقة في الوظيفة أو في طريقة الظهور، فمثلًا إنْ كنت أنا أعمل عملاً ما، وفي بيتي أحتل مكانة أب أو أخ، فذلك لا يعنى أنني شخصان، بل أنا ذات الشخص. “الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ“ لماذا قال كلمة الحياة ولم يقل يسوع؟ لن تفهم هذه الآيات إنْ لم تفهم عصب الموضوع وقلبه، تخيل معي إننا نرتب لمشروع سيقدم خدمة ضخمة للبشرية ونكتب عنه، ونخطط على الورق ونضيف تفاصيل، ثم جاء شخص وأمسك هذه الأوراق وطبقها إلى شيء ملموس مرئي، هكذا الكلمة صار جسدًا في هذه اللحظة. كان الرب يتكلم كثيرًا بأصوات مسموعة ظهورات مرئية كثيرة وأمور حسّية في العهد القديم، ويتعامل بالرؤى والأحلام، أما في العهد الجديد فليس هذا هو المنوال، وعندما قال الرسول بطرس: “١٦ بَلْ هذَا مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ النَّبِيِّ. ١٧ يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا.” (أعمال الرسل ٢: ١٦، ١٧). لم يحدث شيء مِن ذلك المذكور في الشاهد يوم الخمسين، لكنهم كانوا يتكلمون بألسنة، إذًا الأمر ليس في الرؤى والإعلانات، لكن أنْ يستخدم الشخص روحه فيرى عن عمد. كان الرب في العهد القديم هو الذي يجعل الإنسان يرى لأنه لا يستطيع أنْ يفعل ذلك بنفسه، لكن الآن يمكنك أنْ ترى عالم الروح عن عمد بسبب الروح القدس. الآن بسبب ظهور يسوع تم فَكّ لغز الحياة وعرفت ماذا تعمل ولم يعد هناك حيرة إذ صار النموذج مُجسَّدًا أمامك، الآن ظهرت حياة الله وقوته وطبيعته ويمكن الاستفادة منها، وليس ذلك فقط بل يمكنك الآن السلوك مثله. “بِهذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هذَا الْعَالَمِ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا”. (١يوحنا ٤: ١٧). “كَمَا هُوَ فِي هذَا الْعَالَمِ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا”، اكتمال فرح المؤمن السالك بالكلمة هو إدراكه أنّ حياة الله وطبيعته التي يُطلِق عليها الكتاب “الحياة الأبدية” قد ظهرت وصارت مُجَسَّدة، فيمكنك أنْ تسلك مثله، فكونه صار إنسانًا، يمكن للإنسان أنْ يسلك بنفس الصورة. ما هو سر فرحك وأنت تعبد الرب؟ أنّ الحياة أُظهِرَتْ؛ أي حياة الله وطبيعته وقوته صارت متاحة للبشر، توجد أمور تمهيدية حدثت، وهي الانتصار على إبليس، لكن ليس هذا هو فقط الهدف الذي جاء يسوع مِن أجله، بل جاء ليُعطينا حياته. ما هو هدف يسوع؟ إنْ عرفت هدفه سيرتاح قلبك ويصير فرحك كاملاً! هدفه أنْ يضع فيك الآن نفس طبيعته وقوته وحياته. إنْ كان هو لا يُهزَم فأنت لا تُهزَم، إنْ كان قويًا فأنت قويٌّ، هل هذا الأمر خيالي أم كتابي؟! “ كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ (زوى) وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا (إلى) بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ”. (٢ بطرس ١: ٣). لقد سُحِبنا إلى المجد والفضيلة والروعة والكفاءة في كل شيء. تستطيع أنْ تكون كُفئًا في عملك وأنْ تتحرك في أخذ قراراتك بكل كفاءة وتصنع كل شيء بكفاءة. بَهُتَ هذا الأمر وشبه انعدم عند الإنسان، فيقول المعظم إنه لا يوجد إنسان لا يخطئ، فيبدأ الشخص يُقلل مِن توقعاته بل ويرتب نفسه للفشل، ويظن أنْ هذه هي الحياة؛ حياة حزينة، ولماذا؟ لأن الشخص لا يحيا بالصورة التي جعله الرب عليها التي هي حياة يسوع التي ظهرت، وهو لم يأتِ ليعالج أمر الخطية فقط، لكنّ الرسول يتكلم هنا عن مستوى أعلى “صار متاحًا لك الآن أنْ تحيا الحياة الإلهية هنا على الأرض”. يتكلم بطرس في نفس الفكرة (٢ بطرس ١: ٤) أنت صرت الآن مُشترِكًا مع نفس الطبيعة الإلهية، لديك البذرة والخامة الإلهية نفسها. ربما يكون مستحيل لدى البعض أنْ يتجسد الله، ومِن المُحتمَل أنْ يشبه ذلك الأساطير اليونانية، الذين لا يؤمنون بتجسُد الآلهة. وكما لم يستوعبوا تجسد الإله هكذا سيرفضون مشاركة الله لحياته معنا، فهذا مستوى ثانٍ أبعد، هذا هو يسوع! حياة الكسرة والانحناء والهزيمة لا علاقة لها بحياة الله وطبيعته، أنت شريك الطبيعة الإلهية، وبهذه الطريقة تهرب مِن الفساد أو الدمار الذي في العالم الذي تُسبِّبه الشهوة أو السلوك بالحواس الخمس التي تعني أنْ يصدق الناس ما يرونه ويشعرون به. المؤمن الذي يسلك بالكلمة هو مُستقِل عن وغير مُرتبِط بظروف الحياة رغم حدوثها، وهذا ليس إنكار أو نفي لها لكن هذا تعامل معها مِن عالم الروح، وهذه ليست لامبالاة لكن إعطاء مبالاة بالكلمة تجاه الموقف، لذلك عندما تفهم هذه الأمور يتولد لديك فرح للتعامل مع ظروف الحياة، كما في قصة جُليات، مهما كَبُرَ أو صَغُرَ لا يفرق شيء، فنفس الأداة المُغلَّفة بالمسحة التي قتلت أسدًا ودبًا تقدر أنْ تقتل جُليات. إنْ كان أحد الأشخاص يصنع سحرًا لك، أو إنْ كنت تمر بظروف، يمكنك أنْ توجّه ذات القدرة الإلهية تجاه الموقف، فالأمر غير مُرتبِط بحجم الموقف، وهكذا ينتهي الاندهاش غير المبني على الكلمة مِن حياتك، لكن إنْ كنت ترى المواقف كبيرة أو صغيرة طبقًا لنظرة العالم فهذا يساوي أنْ معيار قوة الله لديك غير ثابت. إنْ كنت فاهمًا أنّ نفس القدرة الإلهية التي واجهْت بها هذه المواقف وانتصرت فيها مِن رصيد الكلمة، ستعرف أنّ كلمة الله يمكنها التعامل مع ظروف الحياة وهي نفسها تقدر على المواقف المُستجَدة التي تحدث وبالتالي يكون لديك ثباتٌ في المواقف. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هيجي وقت وتقول مع يوسف إن الرب أنسانى كل تعبي |
تعبد الرب بخشية |
تعبد الرب |
تعبي ليس باطلاً في الرب |
تعبي ليس باطلا في الرب |