رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع مُفسر الله (مت 22: 34-40) بناء على إصغاء الرّبّ للـ "القريب" وهو الضعيف، بحسب شرائع الفكر اليهوديّ الّذي ينتمي إليه يسوع كعبري، كاشفًا عن معنى جديد للفظ القريب بتفسير من يسوع بحسب إنجيل متّى بناء على إنحناء الشريعة الإلهيّة وإصغاء الرّبّ له. في مقطع العهد الثاني نجد تعبير يسوع المزدوج للفريسّين والصدوقيّين مُجيبًا على تساؤلهم: «أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ. تِلكَ هي الوَصِيَّةُ الكُبرى والأُولى. والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ» (مت 22: 37-39). يكشف لفظ "أحبب" في الكتاب المقدس تطابق بين حالتين فقط، الأوّلى في إشارة إلى الله (راج تث 6: 5؛ 11: 1) والثانية في إشارة إلى القريب (راج لا 18: 19، 34). تكمن إجابة يسوع لعالم الشريعة تُخبرنا شيئين مهمين للغاية عن هويّة يسوع وعن تعليمه وهما ما سنتوسع في شرحهما لاحقًا. تتعلق الحالة الأوّلى بحقيقة أنه لا توجد وصية أوّلى أو عُظمى فحسب، بل هناك وصية ثانية أيضًا. يُسأل يسوع فقط عن ماهيّة الوصية الكُبرى، ولا يُسأل إذا كان هناك ثاني! الحالة الثانية الّتي يرتكز فيها تعلّيم يسوع مؤكداً إنّه في الحياة لا توجد أشياء أوّلى وكبرى فقط، ولكن هناك أيضًا الأشياء تأتي في المرتبة الثانية ويمكننا قول إنها ثانويّة، وفي بعض الأحيان، الأشياء الثانويّة في وجهة نظرنا هي تلك الّتي تشهد على حقيقة الأشياء العظيمة. قد يبدو لنا الأمر وكأنه صقل عديم الفائدة، لكنه ليس كذلك. في كثير من الأحيان، في حياتنا البشريّة، حتى أكثر الأشخاص العاديين، المختبئين وراء الأسئلة المبدئية، قادرين على ارتكاب أبشع الجرائم للدفاع عن مبدأ ما يهتمون به، فيكونوا على استعداد للتضحية بالآخرين أيضًا في سبيل إثبات مصداقيتهم. لكن في الواقع، ما هي إلّا أعذار، فالوصية الكُبرى "حب الله" تصبح ذريعة للدفاع عن المصالح الشخصية، وللتغلب عليها يتم دهس حقوق الآخرين وكرامتهم، وتجعل أيّ بشري يعتقد بأنّه رجل أو إمرأة يتسمّون بالإلتزام. يكشف يسوع، وهو الإنسان الحقيقي، الّذي يعرف إنه لا يمكن للمؤمن أنّ يعيش فقط على التمسك بالوصية الكُبرى الـمُتثملة في "حب الله" فقط، ولكن لكي نحب الله حقًا، هناك ضرورة إلى أن تتفتفت هذه الوصية الكُبرى في وصية أخرى وما عليها إلّا أنّ تنحنى وتتفرغ من ذاتها لتصل إلى قمتها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|