بعد أن توقفنا في النص الأوّل على الرسالة النبويّة لاشعيا، يتابع كاتب الإنجيل الرابع، بصوت آخر الأنبياء ليبث رسالة الفرح من خلال المعمدان القائل عنه: «ظَهَرَ رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله اِسْمُه يوحَنّا جاءَ شاهِداً لِيَشهَدَ لِلنَّور فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس. لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور» (يو 1: 6- 8). يمنحنا الإنجيلي تمهيد عن الشخصية الكتابيّة الّتي صارت شهادة حيّة بموته الظلم وحينما يقدمة كشاهد للنّور فهو الشاهد الّذي يحمل الفرح لأن بحلول النّور ينتهي الظلام الّذي يعيش فيه البشر. كلّا منّأ اليّوم مدعوين أن نخرج من الظلمات الّتي تحيطنا ونُمهد قلوبنا وحياتنا للنّور الآتي لينير حياتنا ولا نظل في الظلمة. هذا النّور هو شخص يسوع الّذي ينزع كل عائق ليصلنا نوره وتستنير قلوبنا ونصير مثله مُنيرين بحسب قوله: «أنتم نور العالم» (يو 8) ليس بأي فضل منّا بل بسبب إستعدادنا لقبول النور الـمُفرح.