رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زمن أربعينيّ مبارك، تقترب الأيّام من خلال الأسابيع الست للتمتع بفرح المسيح القائم. كما بدأنا، في مسيرتنا الأربعينيّة، بالبحث عن أسلحة روحيّة، تعاوننا على المواجهة الروحيّة، من خلال قرائتنا فيما بين العهدين، وقد توقفنا بالمقال الأوّل على سلاح "القوس الإلهي". أما في هذا المقال سيكون مضمون مقالنا هو "سلاح الحياة". يعتمد سلاح هذا الأسبوع على مواجهتنا شر الحياة البشريّة، لمعايشة الحياة الحقة الّتي ستتكلل في قيامة الإبن الإلهي. يتلاقيا نصيّ العهديّن لهذا الزمن الأربعينيّ المقدّس، بقرار أبويّ، سواء قرار إبراهيم بالعهد الأوّل أم قرار الله الآب بالعهد الثاني، تجاه إبنيهما، فالإبن الأوّل ما هو إلّا إستباق للإبن الإلهي. ففي العهد الأوّل سنتوقف أمام الحدث الشهير لتقدمة إبراهيم، لإبنه إسحق، ذبيحة للرّبّ (تك 22: 1- 2. 9- 13). مما تدفعنا قراءة هذا القرار إلى التعمق في حدث تجلّي الإبن فيسمو من قراءة لّاهوتيّة إلى قراءة كريستولوجيّة لرواية البطريرك الأوّل إبراهيم وابنه إسحق. فنحن نعلم بحسب كلمات يوحنّا الإنجيلي أنّ «فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد» (3: 16). أبّوة إبراهيم (تك 22: 1- 2. 9-13) بعد مسيرة طويلة في العلاقة بين الله وإبراهيم، حيث مرّ رجل الله بفترة إنتظار ليست بقليلة ليولد من أحشائه الإبن الّذي وعده الله به، بالرغم من شيخوختهما هو وسارة وعقمها الجسدي. يأتي اليّوم الّذي يطلّب الله هذا الإبن كذبيحة له على جبل وإذ يأمره قائلاً: «يا إبْراهيم [...] خُذِ اَبنَكَ وَحيدَكَ الَّذي تُحِبُّه، إِسحق، وآمضِ إِلى أَرضِ المورِيِّا وأَصعِدْه هُناكَ مُحرَقَةً على أَحَدِ الجِبالِ الَّذي أريكَ» (تك 22: 1- 2). إلّا أنّ الكاتب أعلمنا كقراء بأنّ الله يمتحن إبراهيم من خلال هذا الطلب. فنحن نعلم شيء أعمق عما يعيشه إبراهيم ذاته. وبعد أنّ هيأ إبراهيم كلّ المستلزمات متحاوراً مع الخدم ثمّ مع إبنه نتفاجأ كقراء مؤمنين بسماع الصوت الإلهي: «فناداه مَلاكُ الرَّبِّ مِنَ السَّماءِ قائلاً: "إِبْراهيمُ إِبْراهيم!" [...] لا تَمُدَّ يَدَكَ إِلى الصَّبِيّ ولا تَفْعَلْ بِه شَيئًا، فإِنِّي الآنَ عَرَفتُ أَنَّكَ مُتَّقٍ لله، فلم تُمْسِكْ عنِّي إِبنَكَ وَحيدَكَ» (تك 22: 11- 12). هذا التقدير للرّبّ، والنابع من قبل إبراهيم، حبًا في إستمرار العلاقة معه ولذاته يجعلنا مع إبراهيم نعيش ذات الأحداث لنتأمل الله الّذي يدعو للحياة وليس للموت أو القتل إذّ: «رَفَعَ إِبْراهيمُ عَينَيه ونَظَر، فإِذا بِكَبشٍ واحِدٍ عالِقٍ بِقَرنَيه في دَغَل. فعَمَدَ إِبْراهيمُ إِلى الكَبْشِ وأَخَذَه وأَصعَدَه مُحرَقةً بَدَلَ اَبنِه» (تك 22: 13). هذا الكبش الّذي هيأه الله كذبيحة له قد فدى إسحق إبن الوعد الإلهي. ونحن اليّوم مع إبراهيم لا نعلم الـتجارب الّتي تواجهنا وما علينا إلّا أنّ نسلك مثل إبراهيم حينما وثق في الله بطاعته، فإستعاد إبنه وصار ابن الحياة وليس الموت. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|