رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الناصرة – المكان المجهول الحقيقة الأولى التي نتعلمها انها كانت تسكن مدينة في الجليل اسمها الناصرة (لوقا26:1). هذه المعلومة الجغرافية البسيطة مهمة، فمن وجهة النظر البشرية فناصرة الجليل مكان غير محبوب لكي يخرج منه المسيّا المنتظر. اليهود في الجليل كانوا دائما في موضع غير محبوب في نظر اقرناؤهم في اورشليم واليهودية فنجد “فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟(يوحنا46:1) و “أَجَابُوا وَقَالوُا لَهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ؟ فَتِّشْ وَانْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ»(يوحنا52:7)، وذلك لأنه من المحتمل كان يقطنها أجانب “أَرْضُ زَبُولُونَ، وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ، طَرِيقُ الْبَحْرِ، عَبْرُ الأُرْدُنِّ، جَلِيلُ الأُمَمِ.الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ»(متى15:4-16)، وأيضا لكونها بعيدة عن أورشليم وهيكلها المقدس. الناصرة كان فيها أيام مريم حوالي 200 او 500 نسمة ولم تكن في أي طريق تجاري او قريبة من مركز تجارة وكما سبق ان ذكرنا انها لم تحمل أي تاريخ في التقليد اليهوديوحتى العهد القديم لم يُذكر فيه أي شيئ عنها ولم تأتي أي نبؤة عنها. ان الحقيقة ان يسوع قد جاء من الناصرة ستصبح علامة ضده فيما بعد عندما يبدأ رسالته العلنية فهي ذات سمعة سيئة. لذلك في القرن الأول الميلادي وفي العالم اليهودي كانت ناصرة جليل الأمم ليست من ضمن ال 10 اشهر أماكن يمكن للمسيّا ان يأتي منها. ان كون الله يختار امرأة من تلك المدينة البسيطة والفقيرة والمجهولة لتصبح ام للمسيّا هو مثار للدهشة والتعجب وهو علامة خاصة ومخالفة لأي توقع وخاصة ان نسيبتها اليصابات قد حدث لزوجها زكريا حديثا حدثا هاما في أورشليم. لقد سجل انجيل لوقا ان الملاك جبرائيل قد زار زكريا الكاهن وهو يقوم بخدمته في المكان المقدس -هيكل اورشليم- وهو الذي يحمل مكانة دينية معروفة ويخدم كأحد الكهنة اللاويين. كان زكريا الكاهن في اثناء خدمته رافعا البخور فظهر له الملاك جبرائيل لينقل له الرسالة عن زوجته العاقر بأن اليصابات ستحبل وتلد ابنا في شيخوختها. ومن الناحية الأخرى وفي بشارة مريم فهي امرأة صغيرة غير معروفة لا تحمل اية وظيفة مرموقة ولا تحمل أي صفة وظيفية ومن الظاهر انها كانت تقوم بأعمالها المنزلية العادية في قرية غير معروفة عندما ظهر الملاك وكلّمها. أكثر من ذلك كانت البشارة لزكريا لها صدى لدى الشعب على الفور الذي عرف ان ملاكا قد ظهر له: “وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجًا وَقْتَ الْبَخُورِ”(لوقا 10:1) و” وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ.فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ، فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي الْهَيْكَلِ. فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتًا”(لوقا21:1-22). ان الملاك تحدث مع مريم وفي النهاية لم يوجد أي احد حولها وبهذا ذهبت رؤيتها بلا شهود او أي شخص حتى لاحظ ذلك حتى في كل إسرائيل على الرغم ان تلك الحادثة هي اهم بشارة ملائكية كان ينتظرها الاسرائيليون في كل تاريخهم. لقد أشار القديس البابا يوحنا بولس الثاني الي تلك المقارنة بين البشارتان مشيرا للطريقة الغير طبيعية لتدخل الله في حياة مريم:” في حالة العذراء كان فعل الله يظهر بالتأكيد مفاجئا، فمريم ليس لديها أي طلب بشري لمجيئ المسيّا فهي ليست رئيس كهنة او ممثلاً عن الدين اليهودي او حتى رجلاً ولكن امرأة صغيرة بدون أي تأثير في مجتمع زمانها، هذا بالإضافة انها من سكان قرية الناصرة التي لم تُذكر في العهد القديم”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|