رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"يسلم عليكم ... كوارتس الأخ" (رو 16: 23 ) الرسول بولس في تسليماته التي يهديها للقديسين في رومية، يقدم لهم كوارتس بوصفه "الأخ" دون أن يضيف وصفاً آخر. فلم يمدحه بكلمة "الأخ الأمين" أو "الأخ المخلص" أو "الأخ الحبيب" بل "كوارتس الأخ". فهل كان كوارتس بالنسبة لبولس أقل من أن يوصف بالأمانة أو الإخلاص أو المحبة؟ كلا. إنما بولس كان بليغاً جداً عندما قدم كوارتس بوصفه "الأخ" وسكت. فإنه بلا شك، كانت شدائد بولس فرصة لإظهار استعداد كوارتس للوقوف بجانبه بالقلب للتسنيد والتشجيع والتضحية من أجله .. "الصديق يحب في كل وقت. أما الأخ فللشدة يولد" (أمثال17: 17) . وكان كوارتس "الأخ" الذي وجده بولس شريكاً مُخلصاً ومُحباً بالعمل والحق، لأن هذه ننحني المعاني التي تنطوي تحت وصف "الأخ". وهذا ما يجب أن يكون فيمن ندعوهم "أخوة". ولنسأل أنفسنا هل هذا الوصف ينطبق علينا بكل معانيه الجليلة والجميلة؟ إن الأخُوّة المسيحية الحقيقية ليست شيئاً هيناً، بل ننحني أمر مكلف.. إنها تعنى الحب، والحب العميق، الحب الذي يُسرّ بالبذل والتضحية ويبتهج بالإيثار والعطاء. ولا يمكن أن يكون أحدنا جديراً بلقب "الأخ" إذا لم يكن قد أعطى الجهد والتعب والمال والقوة لأجل الآخرين. وما أكثر الذين يدعون أنفسهم أخوة دون حق. إن الأخُوّة الرخيصة ننحني أخوّة زائفة "فنحن يكرمونني لنا أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة. وأما مَنْ كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه. يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" (1يو 3: 16 -18) . ويقول لنا يوحنا أيضاً "إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب" (1يو 3: 16 ) . فالمحبة عند يوحنا أكثر من مجرد شعور أو عاطفة. إنها مبدأ يحرك اليد ويفتح الجيب والبيت لأجل الأخوة. إن لم أكن أنا بمواردي المحدودة عوناً للأخ المعوز، وستراً لأخطائه، وحكمة لجهالته، ومبسوط اليد لحاجته، وباكي العينين لمحنته، ومسرور القلب لفرحه. إن لم أكن كل هذا لأخي، فلأصمت عن الإعلان بأني "أحب الله" وأنى واحد من الذين لا يستحي المسيح أن يدعوهم أخوة (عب 2: 11 ) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|