منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 04 - 2024, 02:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

بولس الرسول وعمل الروح القدس






عمل الروح القدس (1: 13- 14)
أ- آمنتم، ختمتم

في آ 13، تتطوّر المباركة فتصبح كلاماً يتوجّه إلى المؤمنين: ليشكروا الله، لأنهم نالوا كلمة الحياة. نالوا هذا الإنجيل الذي ليس تعليماً كسائر التعاليم، بل المسيح نفسه (4: 20) المقيم فينا بالإيمان.
وتنتهي المباركة بذكر الروح القدس الذي هو ذروة وعد الله (روح الوعد، رج غل 3: 14). إختلفت أف عن كو المركّزة كلّها على المسيح، فتركت مكاناً واسعاً للروح القدس، وبالتالي جاءت في خطّ الرسائل البولسيّة الكبرى. في 2: 18، نصل إلى الآب بروح واحد. وفي 2: 22 نصير مسكناً لله في الروح. الروح هو الذي أعلن السّر للرسل والأنبياء (3: 5)، وقوّته هي التي تؤيّد المؤمنين (3: 16). إن كان الجسد (أو كنيسة المسيح) واحداً، فالروح واحد (4: 4). هذا الروح الحاضر فينا، لا نحزنه (4: 30)، لا نتمرّد عليه كما فعل العبرانيون في البرية، لا نجدّف عليه رافضين أنواره كما تقول الأناجيل الإزائية. هذا الروح نمتلىء منه (5: 18) ونتسلّح به (6: 14- 18)، فهو يحرّك فينا كل صلاة ودعاء.

ب- حمد مجده
أما في آ 13، فالروح يتميّز بأنه عربون (كلمة تستعمل على مستوى التجارة 2 كور 1: 22) ميراثنا. لقد طَبعنا بخاتمه، بعلامة انتمائنا النهائي إلى الله. لقد طبعنا بوسم المعمودية، وهتف فينا: أبّا، أيها الآب.
ترد عبارة "حمد مجده" ثلاث مرّات في هذه المباركة، فتدعونا إلى الإقرار بأن كلّ مخطّط الخلاص يعلّمنا أنّ لله وحده المجد. عرفت الكنيسة عبارة "تمجيد الله". ولكننا نتساءل اليوم: هل يحتاج الله إلى أشخاص "يمالقونه" فينشدون في كلّ ساعة حسناته؟ كلا. ونبدأ فنقول إنّ مجد الله هو عظمة سالإنسان. يتمجّد الله حين تنمو البشرية وينمو كل إنسان فيها، حين يتمّ جمعُ البشرية والكون تحت رأس واحد، هو يسوع المسيح.
وإذا أردنا أن نفهم مجد الله نعود إلى التقليد البيبلي: فالمجد لا يعبرّ عن شيء غريب لدى شخص من الأشخاص، بل عن عمق كيانه وشعاع عمله. كما الشمس تنشر النور والدفء، كذلك يخلق الله في مجده الكون كله ويسوسه. وحين يعلن السرافيم أنّ الأرض كلّها قد امتلأت من مجد الله (أش 6: 3)، فهم يقرّون بأن كلّ شيء في الخليقة صالح، ما عدا خطيئة الإنسان. ولا يتجلّى مجد الله فقط في الكون الماديّ، بل في تصرّفه تجاه شعبه. ولقد فهم الأنبياء (حزقيال، أشعيا الثاني) بعد خيانات الشعب للربّ، أنّ الباعث الأعظم على الرجاء هو مجد الله أو قداسة اسمه (حز 36: 21- 23).
وحين نسمع الله يعلن: "لا أعطي مجدي لأحد آخر" (أش 42: 8)، نفهم أنه الإله الأمين، وأنه وحده يخلّص شعبه، لا أحد آخر (مز 115: 1). أما قمّة هذا الوحي فنجدها في مجيء المسيح المخلّص والفادي. ونحن نعيش لمجد الله، حين نتجاوب مع النداء الذي يوجّهه الله إلينا لكي نشارك القدّيسين في غنى مجده (1: 18).

ج- روح الوعد
"فيه أنتم أيضاً سمعتم كلمة الحق، إنجيل خلاصكم". تتميّز هذه المباركة الأخيرة عن الخمس التي سبقتها بسمتين اثنتين. الأولى، هي لا تعود إلى عطايا (الاختيار، الفداء، الوحي) قدّمها الله لنا في وقت من الأوقات، في الماضي، قبل المسيح أو مع المسيح. إنّ هذه المباركة تحدّثنا بالأحرى عن عطايا (الروح القدس، استباق الميراث) تصل إلى كل مؤمن بمفرده في حاضر الكنيسة. الثانية لا ترسم آ 13- 14 فقط عطيّة الله أو عمله، بل ردّة فعل المؤمنين تجاه هذه العطيّة: سمعتم الكلمة، آمنتم، خُتمتم بالروح القدس.
نحن هنا أمام المراحل الأساسيّة الثلاث في طريق تجعل الإنسان مسيحياً. كل شيء يبدأ بالاستماع إلى الكلمة. هنا نتذكّر ما قاله بولس في روم 10: 14، 17: "كيف يؤمنون إن لم يسمعوا... فالإيمان إذن من الكرازة". بعد هذا، يُختم تقبّل الكلمة في الإيمان بختم المعمودية التي هي الموضع المميّز لعطيّة الروح القدس.
نقرأ في آ 13 ب: "خُتمتم بالروح القدس، روح الموعد". قد نكون هنا أمام تلميح عماديّ. فإن أف تتحدّث مراراً عن هذا السّر الأوّل من أسرار التنشئة (2: 1- 6؛ 4: 5، 20- 24؛ 5: 14، 25- 26). نقرأ في 4: 5: "ربّ واحد، إيمان واحد، معموديّة واحدة". وفي 1: 13: "وفيه، آمنتم، فختمتم". إرتبط الختم بعطيّة الروح، فكنا في التقليد البولسي حوله العماد (1 كور 6: 11؛ 12: 13؛ تي 3: 5). ثمّ لا ننسَ أنّ صورة الختم طُبّقت في الكنيسة الأولى على سّر العماد.

خاتمة
هكذا بدت المباركة التي تفتتح أف، وهي تحاول أن ترفعنا منذ البدء إلى عالم السماء. من هناك تنطلق منذ الأزل البركاتُ الروحيّة، وهناك تتحقّق. بركات ست يتوسّع فيها الرسول. في البركة الأولى، نداء المختارين إلى حياة من السعادة تبدأ على هذه الأرض بشكل مستيكي باتحاد المؤمنين مع المسيح الممجّد. وفي البركة الثانية نعرف الطريقة المختارة من أجل هذه القداسة، طريقة البنوّة الإلهية التي ينبوعها ونموذجها هو يسوع، الابن الوحيد. البركة الثالثة هي عمل الفداء التاريخي كما تمّ بصليب المسيح. في الرابعة نكتشف السّر بوحي وصل إلينا. وفي الخامسة، نحن امام اختيار إسرائيل كحصّة الله والشاهد في العالم للانتظار المسيحاني. والبركة السادسة تحدّثنا عن نداء يوجّه إلى الوثنيين ليشاركوا الشعب اليهودي في الخلاص الموعود به في الروح. وهكذا تأتي عطيّة الروح فتتوّج تنفيذ مخطّط الله وعرضه بشكل ثالوثي. بدأ هذا المخطّط بشكل سّري منذ الآن ساعة لا يزال العالم القديم قائماً. وسيكون كاملاً حين يقوم ملكوت الله بشكل مجيد ونهائيّ في مجيء المسيح. هذا هو أساس رجائنا. هذا هو عربون ميراثنا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أسرار التدبير وعمل الروح القدس
إذ يتعرض الرسول بولس لعون الروح القدس لنا في جهادنا
الرسول بولس دور الروح القدس في الخلاص
الحب ثمرة وعمل الروح القدس فينا
هذه الحقيقة كشفها لنا الروح القدس على فم معلّمنا بولس الرسول وهو فى سجنه الأخير


الساعة الآن 06:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024