رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوعد بالروح القدس (ع 15-26): 15 «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، 16 وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، 17 رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ. 18 لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ. 19 بَعْدَ قَلِيل لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ. 20 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي، وَأَنْتُمْ فِيَّ، وَأَنَا فِيكُمْ. 21 اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». 22 قَالَ لَهُ يَهُوذَا لَيْسَ الإِسْخَرْيُوطِيَّ: «يَا سَيِّدُ، مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟» 23 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا. 24 اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25 بِهذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26 وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. ع15: المحبة الحقيقية للمسيح ليست انفعالًا عاطفيًّا، بل هي طاعة والتزام وعمل بوصاياه؛ فالطاعة الكاملة والإيمان، هما دليل الحب وبرهانه. ع16: "أطلب من الآب": أي بعد إتمام الفداء وصعودى، وكأن أقنوم الابن يسلم لأقنوم الروح القدس رعاية الكنيسة في عهدها الجديد، الذي بدأه الابن بدمه. "معزيا": في اليونانية تعني "معزيا ومعينا وشفيعا ومحاميا"، والترجمة العربية أفقدتها معانيها. وهذه المعاني توضح لمحة سريعة لعمل الروح القدس في حياتنا، وفي الكنيسة عموما. "يمكث معكم للأبد": أي أن الكلام ليس قاصرا على الكنيسة في عصر الرسل فقط، ولكنه عامل فيها وفي حياة أبنائها إلى نهاية الأزمان... وهذه الآية من الآيات التي يتلاقى فيها الثالوث الأقدس: فالابن طالب، والآب مجيب، والروح القدس مرسَل، لأن الإرادة في الجوهر الإلهي واحدة. ع17: "روح الحق": الله هو الحق المطلق. ولهذا، لا يستطع كل من لم يولد بالمعمودية من هذا الروح أن يقبله، فالعالم مادي حسى يغرق في الباطل، لهذا فهو لا يقبل الله، الروح والحق، ولا يعرفه. أما من عرف الروح القدس وأسكنه قلبه، فهو الذي يتمتع بمعرفة الله الحقيقية. "معكم... فيكم...":لم يعد الروح القدس يحيط فقط بأبناء الله، بل يسكن بداخلهم، وهي عطية أخذها كل واحد منا في مسحة الميرون المقدس؛ وهذا ما يذكرنا به القديس بولس عندما يقول: "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (1 كو 6: 19). ع18-19: إذ دنت ساعة الفراق بالموت، أراد المسيح أن يطمئن تلاميذه، بعدم تركهم يتامى بعد موته، بل سوف يأتي إليهم ويروه، في إشارة مباشرة لظهوره لتلاميذه طوال أربعين يوما بعد القيامة من جهة، ومن جهة أخرى، يتكلم عن إرسال الروح القدس ووجوده الدائم فيهم ومعهم، مما سوف يستعلن فيهم شخص المسيح دائما، من خلال تذكيرهم بكل ما علّمهم، وبكل ما أوصاهم به. وبالتالي، لن يكونوا يتامى، طالما الروح القدس حال بداخلهم ومعهم. ع20: "في ذلك اليوم": تحتمل معنيين: إما بعدإعلان قيامته، أو يوم حلول الروح القدس. وكلمة "تعلمون"، تأتي هنا بمعنى تتأكدون دون أي شك. فالبرغم من كثرة الإعلانات السابقة عن وحدانيته مع الآب، إلا أن الكلام كان مبهما وغير مفهوم. ولكن، سيأتي يوم التأكد التام واستكمال المعرفة الناقصة، إما بأحاديثه معهم خلال الـ40 يوما، بعد قيامته من بين الأموات، أو من خلال الروح القدس الذي يعلمهم أسرار لا ينطق بها. ع21: تزيد الآية هنا عما جاء في (ع15) بأن هناك مكافأة إلهية، تتعلق وتتمتع بها قلوب أبناء الله المحبة له والعاملة بوصاياه، وهي إعلان الله لذاته في حياتهم، حتى أنهم يتمتعون بوجوده وصداقته أكثر من غيرهم؛ فالله يحب البشر جميعا بدعوته لهم، أما من يعمل بوصاياه فله شأن آخر، إذ يرى الله كل يوم في حياته. ع22-24: "يهوذا": هو تداوس أخو يعقوب بن حلفى، وكاتب رسالة يهوذا.لم يفهم قصد الرب هنا، إذ ظن أن المسيح سوف يُظهر نفسه للتلاميذ فقط، دون أن يراه الآخرون. وهذا ما جعله يسأل متعجبًا... فأجابه المسيح ثانية بما سبق وقاله في ارتباط حبنا لله بعملنا بوصاياه، وأضاف وأوضح بالأكثر مجازاة ذلك، في أنه وأبوه سوف يكون لهما الحضور، والسكنى الدائمة بالروح القدس في قلوب أبنائه العاملين بوصاياه، وهي عطية تفوق كل العطايا التي يتمناها الإنسان الروحي، فهي ليست استضافة لزيارة وقتية، بل هي إقامة وصحبة وصداقة ووجود دائم. ع25: أي كأنه يُودِعُ كلامه أمانة في قلوبهم قبل انتقاله من العالم. ع26: العودة هنا لما بدأ وتكلم عنه السيد المسيح عن الروح القدس في (ع16)، ويوضح دوره مع التلاميذ والكنيسة في كل أجيالها... فهو يعلمنا ويرشدنا لطريق خلاصنا، وهو الذي يذكّرنا دائما ويُحْضِرُ لأذهاننا كل كلام وتعاليم المسيح الرب، بل ويحثنا أيضًا على تنفيذها والحياة بها وسط العالم، ويعطينا القوة اللازمة لذلك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|