رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع المسيح في اللاهوت البولسيّ بعد صعود يسوع المسيح إلى السماء وانطلاقة الكنيسة، بدأ التساؤل حول هويَّة يسوع المسيح. وبرزت سريعًا الهرطقات التي نجد ردٌّا عليها في العهد الجديد. قال يوحنّا في إنجيله: »والكلمة صار بشرًا وسكن بيننا« (1: 14). أي من لحم ودم sarx. وفي رسالته الأولى: »كلُّ روح يعترف أنَّ يسوع جاء في (جسم) بشريِّ، في اللحم (والدم)، يكون من الله، وكلُّ روح لا يعترف بـ homologei... أو بالأحرى: كلُّ روح يقسم luei (اليونانيَّة) solvit (اللاتينيَّة) يسوع، يمزِّق يسوع، لا يكون من الله« (4: 2-3). وتحدَّثت رسالة يوحنّا الثانية عن المضلِّلين الذين »لا يعترفون بمجيء يسوع المسيح في (جسم بشريِّ)، في اللحم (والدم)« (آ7). هي ردَّة فعل من قبل الفكر الهلِّينيِّ المطبوع بالثنائيَّة والمهتم بالحفاظ على تعالي اللاهوت بالنسبة إلى المادَّة وعلى لافساديَّته. فالمسيح الكائن الروحيُّ لا يمكن أن يأتي في اللحم والدم sarx، بل هو روح اتَّخذ ظاهر »الجسم البشريّ«. هنا بذور الفكر الغنوصيِّ مع تلاميذ ولنطين ومرقيون، الذي ردَّ عليه إيرينه وترتليان في تشديد على وحدة المسيح في انضمام اللوغوس الإلهيِّ والساركس أو العنصر البشريِّ. وفي خطِّ الغنوصيَّة عينها، اعتُبر يسوع أدنى من الملائكة لأنَّه اتَّخذ جسمًا بشريٌّا. فقدَّمت الرسالة البولسيَّة إلى العبرانيّين البراهين على سموِّ الابن، موردةً عددًا من نصوص العهد القديم. وأنشدت الرسالة إلى كولوسّي ذلك »الذي به خُلق كلُّ شيء في السماوات وفي الأرض، ما يُرى وما لا يُرى، أأصحاب عرش كانوا أم سيادة أم رئاسة أم سلطان« (1: 16). الملائكة هم خدَّام، أمّا يسوع فهو الابن. كما أطلَّت هرطقة تعلن أنَّ يسوع صار ابنًا لله ساعة عماده في الأردنِّ. ونتذكَّر هنا بعض الأسماء مثل بولس الشميشاطيّ وصولاً إلى أريوس ذاك الآتي من ليبيا إلى الإسكندريَّة، والذي علَّم أنَّ ابن الله أدنى من الآب، مُبرزًا تراتبيَّة الوظائف داخل الثالوث الأقدس، ثمَّ أونوميوس الذي ردَّ عليه آباء الكنيسة في أنطاكية والكبادوك. في وجه كلِّ هذه التيّارات، أُعلن قانون الإيمان النيقاويِّ القسطنطينيِّ الذي وجد جذوره في الرسائل البولسيَّة. ونحن نقدِّم مطالعتنا في ثلاث محطّات: يسوع المسيح هو الربّ. يسوع المسيح هو ابن الله، هوموأوسيوس. فالابن والآب هما من جوهر واحد. وأخيرًا، يسوع المسيح هو الكلمة المتجسِّد »الذي لأجلنا نحن البشر، ولأجل خلاصنا، نزل وتجسَّد وتأنَّس وتألَّم وقام في اليوم الثالث« كما قال مجمع نيقية المنعقد سنة 325، أو كما يقول مجمع القسطنطينيَّة الأوَّل المنعقد سنة 381: »الذي لأجلنا نحن البشر ولأجل خلاصنا، نزل من السماوات وتجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وتأنَّس، وصُلب عنّا على عهد بونتيوس بيلاطس، وتألَّم ودُفن. وقام في اليوم الثالث بحسب الكتب...«. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|