31 - 03 - 2024, 12:14 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الإبن الضال الذى أخطأ بالطبع كان يشك فى محبة أبيه
الإبن الضال الذى أخطأ بالطبع كان يشك فى محبة أبيه له لأنه لم يختبرها , بالطبع سيقول لنفسه لحظة تفكيره فى العودة لبيت أبيه : أكيد أبى سيطردنى ويقول لى كما خرجت كن كما أنت , وكما رفضت الحياه معى أنا أرفضك , وكما تركتنى فكن كما شئت لأنى لست تحت طوعك متى أردت أن تعود لى سأقبلك .. لا .. لن يفعل الأب هكذا ..... المشكلة أننا أحياناً نقيس الله بمفاهيم بشرية فى حين أن الله لا يقاس بمفاهيم بشرية , أحياناً نرى الله كالبشر والبشر فى معاملاتهم نرى الواحدة بالواحدة ... لا ... الله ليس كذلك , الله كله حب وأبوة " غافر خطايانا , منقذ حياتنا من الفساد .. " يأتى الإبن لأبيه مكسور ويقول له أخطأت فى السماء وقدامك ولست مستحق أن أدعى لك إبن بل إجعلنى كأحد أجرائك ..يجيبه الأب : لا .. حضنى كله لك ومحبتى كلها لك وبيتى كله لك , وإن كنت قد أردت جزء من ثروتك فالبيت كله بما فيه لك , أنت طمعان فى أمور قليلة فى الأرض , والملكوت كله لك والأبدية لك والعالم كله خلق لأجلك الشمس والزروع والأرض والنجوم و........... كل شئ لك وأنا خلقتك لتكون ملك , أنا أعطيتك كل شئ لتباركنى
القديس سيرافيم سيرافسكى كان يقول " كنت أتأمل الطبيعة وأرى الله وأقول لله يالفرحى يالبهجتى يالسرورى , إنى أراك فى الأرض , أراك فى الأرض , أراك فى السماء , أراك فى الطيور , أراك فى الزروع , أراك فى الشمس .... يالفرحى " .. كان يشعر أن كل هذا خلقه الله لأجله ... هذا هو الإنسان الذى يشعر كم فعل الله من أجله
الإبن الضال كان فى بيت أبيه يأكل أفضل أطعمة ولا يشعر , وينام أفضل نوم ولا يشعر , حتى الإكرام الذى كان يناله لم يشعر به ....... أحياناً نحن نكون فى نعمة الله ولا نشعر بها , ونكون فى بركة وستر الله وصلاحه وقوته وغفرانه ولا نشعر كما كان هذا الإبن فى بيت أبيه .... متى شعر بقيمة بيت أبيه ؟ بعدما تركه
هل لابد لنا أن تهان كرامتنا كيما نشعر بقيمة بيت أبينا ؟ هل لابد أن نبتعد ونُهان ونُذل لنختبر محبة الأب ونعود مرة أخرى ؟ ... لا... يقول لابد أن نشعر بمحبته من البداية , لذلك عدو الخير له دائماً حرب مع الإنسان وهى حرب التشكيك , يشككه فى محبة الله له , دائماً عنده نزعة أن يشكك الإنسان فى قبول الله له , وكما يقول الكتاب " قال الجاهل فى قلبه ليس له خلاص بإله " .. يقول عدو الخير للإنسان لا تحاول أنت إبتعدت ....... أقول لك : لا .. لا تصدقه فالله دائماً ساعى اليك .. الله دائماً يسعى للإنسان وقد رأيناه مع قايين الذى قتل أخيه , خطية مرة جداً , ولكننا نرى الله يقرع بابه قبل الخطية وحتى بعد الخطية يقرع بابه , قبل الخطية يقرع بابه ويحذره " عند الباب هناك خطية رابضة واليك إشتياقها " أى إنتيه الشر يزداد داخلك " إن أحسنت أفلا رفع " لاتجعل الخطية تنمو داخلك وتسير فى مراحلها .. إنتبه .. الله يريد أن يغفر ونحن إختبرنا ذلك كثيراً جداً , جميل داود النبى عندما يقول " باركى يا نفسى الرب ولا تنسى كل حسناته " , ثم يعدد إحسانات الرب "الذى يغفر جميع ذنوبك , الذى نجى من الحفرة حياتك , الذى يشفى جميع أمراضك , ..." ما هذه إلا عطايا الله التى تستحق الغناء والتسبيح والنشيد ... جيد أن يشعر الإنسان بمحبة الله
الذى يعيش فى بيت أبيه سعيد , ماذا يفعل ؟ يسبح ويغنى لماذا كنيستنا كنيسة تسبيح ؟ الكنيسة تحب التسبيح جداً وتحب التمجيد والترنيم جداً , وتعلى المجد له لأنها تشعر بعطايا الله لها , فتقول وتغنى : باركى الرب يا جميع أعمال الرب , وتغنى بأعمال الرب ....... الذى يحب الرب يقترب له ويغنى بأعماله ويسبحه ويشكره , بينما البعيد عن الله لا يعرف لأنه ليس لديه ما يقوله لله لأنه لا يشعر بشئ من عطاياه .. لذلك يقول المزمور " لأن الأموات لا يباركونك " الأموات بالذنوب والخطايا , كيف يباركوا الله ؟ وعلى ماذا يسبحونه ؟ .. مثل هؤلاء الإبن الموجود فى بيت أبيه ولا يشعر بمجد البيت ولا جمالهولا محبة أبيه , بل بالعكس يشعر بقيود وحرمان , لكن مجرد أن يعرف ويختبر حضن أبيه الأبوى وقبوله له , يسجد له ويسبحه ويشكره ....... هكذا الكنيسة تسجد وتبارك .. يقول المزمور " ليس الأموات يباركونك يارب لكن نحن الأحياء نباركك فى كل حين " نسبح ونمجد .. " تعليات الله فى حناجرهم " نمجد إلهنا ومخلصنا وفادينا
|