روت كلّ الأناجيل الأربَعَة معجزة المُقْعَد، لأنّه أمرٌ يتعلّق بالأزمنة المسيحانيَّة. يذكر كل من إنجيل متى (9: 1 -8)، ولوقا (5: 17 -26) الحدث ذاته الذي يرويه مرقس. أمّا يوحنّا، فيبدو مُهتمًّا بحدثٍ آخر، مع سياق رواية مختلفة (يوحنا 5: 1 -18).
يروي لنا إنجيل مرقس كيف شفى الرَّبّ المُقْعَد وغفر له خطاياه، فقام أمام الجميع وخرج، فانطلق، من جديد، على دروب هذه الحياة. شفاه يسوع فصار بمقدوره أن يمشي.
وغفر له، فأعاد له حُسْنَ العلاقة مع الله. ويروي أيْضًا كيف قَبلَ البعض يسوع وأخذ يُمجِّده، ورفضه البعض الآخر. وهكذا حالة المُقْعَد تعكس حالة الكثيرين منّا. نعلم تمامًا أنّ الرَّبّ يبدّل واقع البشر، لكن هناك تصدّيًا لعمله، من جهة، وتمجيدًا له، من جهة ثانيَّة. فالموقف الذي يوصل الإنسان إلى الخلاص هو الاتجاه نحو يسوع.