أَمَّا هو، فَانصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعلى صَوتِه ويُذيعُ الخَبَر،
فصارَ يسوعُ لا يَستَطيعُ أَن يَدخُلَ مَدينةً عَلانِيَّة، بل كانَ يُقيمُ
في ظاهِرِها في أَماكِنَ مُقفِرَة، والنَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان
"الخَبَر" في الأصل اليوناني λόγος (معناها الكلمة) فتشير إلى كلمة الله. وان وضعنا الفعل" ينادي" إلى جانب كلمة "خبر" قد يُوحي بأن الأبْرَص المُعافى قد صار صورةً سابقةً للمُبشِّرين بالإنجيل (مرقس 5: 19-20 و7: 36). ولم يحترم الأبْرَص وصيَّة يسوع بالسُّكوت، لأنَّه لم يستطعْ أن يتمالك نفسه دون إشعاع قدرة ابن الله في حياته. وكتم السِّر، هو أمرٌ صعبٌ في مثل تلك الظُّروف، لكن هذه الرِّواية لا يُدرك معناها حقًا إلاَّ بعد قيامة يسوع. لكن الأبْرَص لم يطعْ امر المسيح، ولعل ذلك أنَّ المسيح أمره بالسُّكوت تواضعًا، وأنّه واجب الشُّكر أن يُنادي بخبر شفائه.