"يَتَوَسَّلُ إِليه" فتشير إلى عدم فقدان الأبْرَص ثقته بيسوع والإيمانَ بإمكانيَّة شفائه رغم معاناته، ولسان حاله هي حالة والد المُصاب بالصَّرع والمرافقين له الذين لجأوا إلى المسيح متوسلين: "إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئاً فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا" (مرقس9: 22)، وأمثال غيرهم من المرضى الذين يتوسّلون الشِّفاء (مرقس6: 56؛ 7: 32؛ 8: 22). أمَّا فعل "جَثا" فيشير إلى السُّجود (متى 8: 2)، حيث أعلن الأبْرَص خضوعه بالجسد كما بالرُّوح؛ وللسُّجود معنيان: الأول بمعنى الاحترام، والمعنى الثَاني هو العبادة لابن الله لا سيما في ضوء القيامة. فالأبْرَص عرف سُلطة يسوع، كما عرفها قائد المِائة في كفرناحوم بقوله ليسوع " يا رَبّ، لَستُ أَهْلاً لأنَّ تَدخُلَ تَحتَ سَقفِي، ولكِن يَكْفِي أَن تَقولَ كَلِمَةً فيَبرَأَ خادِمي" (متى 8: 9)