حين أراد بولس الرسول أن يحدِّث أهل كورنتوس عن المصالحة مع الله، قال لهم: »محبّة المسيح تلفُّنا« (2 كور 5: 14)، تحيط بنا، تحثُّنا، تدفعنا. وهكذا صرنا أسرى لها. ولماذا هذا التأثير فينا؟ لأنَّنا أدركنا أنَّ واحدًا مات عنٌّا جميعًا لأنَّه أحبَّنا. وهو يدعونا إلى أن نشاركه في موته من أجل الحياة. وهكذا لا نحيا بعدُ لأنفسنا في أنانيَّة قاتلة، بل »للذي مات وقام« (آ15) من لأجلنا. المسيح هو المرآة التي نرى فيها محبَّة الله لنا. وهو الطريق التي نسير فيها فنعرف كيف تكون المحبَّة بين الأخوات والإخوة ساعة لا يخاف الواحد أن يحسبَ الآخرين أفضل منه (فل 2: 4)، لأنَّ فكره على فكر المسيح (آ15). من المسيح نتعلَّم أنَّ الله الذي هو محبَّة، يحبُّنا كما الوالدون يحبُّون أولادهم. ومحبَّته تزرع المحبَّة فينا فتكون الثمرة محبَّة للقريب في ظروف الحياة اليوميَّة. فالمحبَّة في النهاية، عطاء من أجل الأخوَّة وتضحية. في مسيرتنا هذه يكون بولس الرسول رفيقنا.