رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلطان الابن (ع 24-30): 24 «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. 25 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ. 26 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، 27 وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. 28 لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ. 30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. ع24: يؤكد المسيح مرة أخرى على الوحدة بين الابن والآب: في سماع كلام الابن، والإيمان بالله الآب. فكلام الابن هو وصية الآب نفسه؛ وبدون الإيمان بالله الآب، وطاعة وصية الله الابن، لن يكون لأحد حياة أبدية، ولن ينجو من الدينونة. أما من فعل هذا، فقد انتقل من الموت الروحي إلى الحياة في المسيح، وذلك بالإيمان والتوبة وإطاعة وصايا المسيح. ع25: "تأتي ساعة وهي الآن": استخدم السيد المسيح كلمة "الآن"، تمهيدا لما سوف يتحدث عنه في الآية 28 والتي لم يذكرها فيها. فالآن هنا، تعني القيامة الروحية بالتوبة، لكل من يسمع كلام ابن الله، ويقبله ويعمل به. أما رافض التوبة، والمتجاهل لنداء السيد المسيح، فهو ميت بخطاياه لهلاك أبدي. وهذه الآية تذكرنا بما قاله الوحى الإلهي في العهد القديم على لسان إشعياء النبي: "... في وقت القبول استجبتك، وفي يوم الخلاص أعنتك..." (إش 49: 8). وفي العهد الجديد، يؤكد الوحى الإلهي أن زمن التوبة هو الآن، وليس غدا، ولا يحتمل أي تأجيل، عندما قال على لسان بولس الرسول: "في وقت مقبول سمعتك، وفي يوم خلاص أعنتك. هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن وقت خلاص" (2 كو 6: 2). ع26: هذه الآية إثبات جديد للاهوت المسيح. فصفة الحياة الذاتية، غير المخلوقة، هي من صفات الله وحده، فهو مصدرها ومانحها، والابن أيضًا - لأنه الله - له هذه الصفة عينها: أولًا: إنه غير مخلوق. ثانيا: أن له سلطان الآب نفسه في منح هذه الحياة لمن يريد، فهو مصدرها كما سبق وقال يوحنا: "فيه كانت الحياة" (يو 1: 4). ع27: أي أن الذات الإلهية أعطت حق الدينونة للابن، كما أنها من حق الآب (ع22)، ومن حق الروح القدس (يو 16: 8). وذلك لأن الطبيعة الإلهية واحدة في الجوهر، ولكن تعطى الدينونة للابن الذى، بتجسده، عاش حياتنا، وتألم مجرَّبا في كل شيء عدا الخطية وحدها. فالعدل والرحمة الإلهية وحدهما، هما اللذان جعلا من المسيح المتجسد والمتأنس قاضيًا للبشرية كلها. فهو الديان من جهة، وهو المحامى عن الإنسان من جهة أخرى، فهو يدافع عنا بفدائه ويقضى ببراءتنا. ع28-29: "لا تتعجبوا من هذا": أي ما سبق وقاله، وما سوف يقوله بعد ذلك، فالمسيح يعلم صعوبة قبول ما يقوله على العقل البشرى غير المستعد للتعامل مع الحقائق الإلهية. أما الساعة التي يتحدث عنها السيد، فهي ساعة المجيء الثاني والدينونة، والتي يسمع فيها الجميع صوته، أبرارا وأشرارا، إما يذهبون إلى حياة أبدية، أو إلى هلاك أبدي... ع30: يكرر السيد المسيح هنا ما سبق وقاله في (ع19) عن اتحاد الإرادة والعمل مع الآب، فلا يمكن أن يكون هناك انفصال للحظة واحدة. ولهذا، فكل ما يفعله، هو إرادة الآب ذاته ومشيئته. وهذا يؤكد تمام الاتفاق بينهما، ويكون معنى "لا أقدر" هنا: "لا أريد"، كما نقول: "الله لا يقدر أن يكذب..." وتعبير "كما أسمع"، يماثل أيضًا ما جاء في (ع19) في أن الابن يعمل ما يفعله الآب، وهي تؤكد نفس المعنى السابق، وهو وحدة الاتصال بين الآب والابن. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|