* لعلك تسأل: لأي غرض لم يقل المسيح بوضوحٍ إنني سوف أُصلب، لكنه حثّ سامعيه إلى رمزٍ قديمٍ (الحية)؟ نقول لك: أولًا لتعرف أن أقوال العهد القديم متفقة مع الجديد، وأن تلك ليست غريبة عن هذه. ثانيًا: لتعرف أن المسيح لم يأتِ إلى العالم كارهًا. بجانب هذين السببين لكي تعرف أنه لم تصب السيد أذية من حقيقة (الآلام) هذه، وأن هذه الآلام بالنسبة لكثيرين تصدر عن الخلاص. حتى لا يقول أحد: كيف يمكن للذين يؤمنون بالمصلوب أن يخلصوا إن كان هو نفسه قد أمسك به الموت؟ لهذا يقودنا إلى القصة القديمة. فإن كان اليهود بتطلعهم إلى صورة نحاسية للحية هربوا من الموت، كم بالأكثر الذين يؤمنون بالمصلوب يتمتعون بسبب حسن بمنافع أعظم. فالصلب لا يتم خلال ضعف المصلوب أو لأن اليهود أقوى منه، بل لأن "الله أحب العالم" [16]، لهذا فإن هيكله الحي (جسده) قد أسرع نحو الصليب.