* الإنسان الذي رفض العالم حقًا، وطرح عنه ثُقل هذه الأرض، وألقى عنه الشهوات الباطلة الجسدية، وشهوات المجد والكرامات البشرية، وابتعد عنها جميعًا بكل قلبه... ووضع في قلبه بثباتٍ أن يخدم الرب ويعبده ويلتصق به بكل كيانه، جسدًا ونفسًا، مثل هذا الإنسان، أقول إنه يكتشف وجود المقاومة، أي الأهواء الخفية - والقيود غير المنظورة والحرب الخفية - أي المعركة والصراع الداخلي، وهكذا إذ يتوسل إلى الرب، ينال السلاح السماوي، سلاح الروح القدس، الذي وضعه الرسول المبارك بقوله: "درع البٌر وخوذة الخلاص وترس الإيمان وسيف الروح" (أف 6: 14). وإذ يتسلح بهذه الأسلحة يستطيع أن يقف ضد خداعات إبليس بالرغم من كونه محاطًا بالشرور... يصير قادرًا أن يحارب ضد رئاسات هذا العالم. وبانتصاره على القوات المعادية بمساعدة الروح القدس مع سعيه وغيرته في كل فضيلة يصير مُعدًا للحياة الأبدية.