بسبب الخطية، يُحرم الإنسان، الذي كان إمبراطور جنة عدن، من بلده الأصلية، ولن يراها أبدًا إلا بطريقة جديدة وحيّة؛ لأن القديمة قد أُغلقت، وإلى جانب ذلك، فإنه ممنوع من دخولها بلهيب سيف متقلب. منذ ذلك الوقت، أصبح قدر كل إنسان أن يأتي إلى هذا العالم عريانًا ويخرج منه عريانًا، لإظهار أنه ليس له الحق في أي شئ؛ لكنه يعيش على إحساس وتصدّق نعمة الله.
فكل ما لدينا أو نمتلكه ما بين ميلادنا ووفاتنا هو كسب خالص ومجرد عطية وهبة من الله. يمكن لله أن يختار إما أن يسمح لنا بشيء أو لا يسمح، وعندما يعطينا، فقد يأخذ منا مرة أخرى، وليس لأي منا الحق في أن يقول أي شئ سوى ما قاله أيوب: "عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أعود إلى هناك.
الرب أعطى والرب أخد فليكن اسم الرب مباركًا" (أيوب 1: 21). كل ما لدينا، طعامنا وثيابنا، هو مُعار لنا فقط. فنحن مجرد مستأجرين، لذلك، إذ نفهم أننا لا نستحق شيئًا، يجب أن نكون مكتفين وشاكرين لأجل كل شئ (1 تيموثاوس 6: 7، 8).