منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 03 - 2024, 05:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,140

مثل الوزنات|يصف يسوع سيدًا أعطى تعليمات لخدامه قبل الذهاب في رحلة طويلة





مثل الوزنات
أ ) الآيات (١٤-١٥): يصف يسوع سيدًا أعطى تعليمات لخدامه قبل الذهاب في رحلة طويلة.

١٤وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ، ١٥فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً. كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ.

وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ: لم تكن هذه فكرة غريبة في العالم القديم، حيث غالبًا ما كان يتحمل الخدم (عَبِيدَهُ) مسؤولية كبيرة. فهذا كان على الأغلب، الشيء الوحيد الآمن والذكي الذي يمكن لرجل ما القيام به للحفاظ على أمواله.
“أفضل شيء يمكن أن يفعله بأمواله أثناء غيابه، هو أن يُقسَّمها بين عبيده المختارين، ويتركهم يبذلون قصارى جهدهم في استثمارها.” بروس (Bruce)
“هذا المثل يتناول السؤال الذي تركتَه وصيفات العروس بدون إجابة: ما هو “الاستعداد؟” فرانس (France)
فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ وَآخَرَ وَزْنَةً: الوزنة لم تكن موهبة أو قدرة (على الرغم من أن هذا المثل ينطبق على مواهبنا وقدراتنا)، ولكن وحدة من المال تبلغ قيمتها ما يعادل ١٢٠٠ دولار أمريكي اليوم، وعلى الأرجح أكثر بكثير.
“الوزنة لم تكن نوعًا من العملة، بل كانت مقدارًا معينًا من الوزن، لذلك تتوقف قيمتها على نوع المعدن المأخوذة منه، سواء أكان نحاسًا أم ذهبًا أم فضة.” باركلي (Barclay)
“الكلمة اليونانية ’تالينتون‘ تعني مجرد مبلغ من المال، يساوي عمومًا ٦٠٠٠ دينار.” فرانس (France). “إذا كانت الوزنة تساوي ستة آلاف دينار، فسوف يستغرق الأمر من العامل اليومي عشرينَ عامًا لكسب هذا المبلغ.” كارسون (Carson)
في تطبيق هذا المثل، من المناسب رؤية هذه الوزنات كموارد للحياة، مثل الوقت والمال والقدرات والسلطة.
كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ: تم إعطاء العبيد مبالغ مختلفة من المال كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. فتلقى عبدٌ وزنة واحدة فقط، ولكن يجب أن نرى أن هذا لم يكن مبلغًا ضئيلًا. وتلقى البعض الكثير ولكن الجميع تلقى شيئًا والجميع تلقى كمية كبيرة.
“الوزنة (الموهبة) التي أخذها كل شخص تناسب حالته؛ ولكن الكبرياء والحُمق فقط هو الذي يقود إلى الرغبة وحسد الآخرين على النعم والمواهب المُعطاة لهم. فبالنسبة لبعض الأشخاص، خمس مواهب ستكون ثقيلة للغاية، وموهبة واحدة ستكون صغيرة للغاية.” كلارك (Clarke)

ب) الآيات (١٦-١٨): العبيد يديرون أموال السيد.

١٦فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا، فَرَبحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ. ١٧وَهكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ، رَبِحَ أَيْضًا وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. ١٨وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ.

فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا: كل من حصل على وَزَنَاتٍ من سيده فعل بها كما يراه مناسبًا. فقد تَاجَرَ اثنين منهم بوزناتهم وحصلوا على المزيد من الوزنات (فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ… رَبِحَ أَيْضًا وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ).
’فَمَضَى… وَتَاجَرَ‘ ينطوي على عمل مباشر. “النقطة المهمة هي أن العبيد الصالحون شعروا بمسؤولية مهمتهم وذهبوا إلى العمل دون تأخير.” كارسون (Carson)
لا نعرف كيف تَاجَرَوا بوزناتهم. ربما قاموا بإعارة المال بفائدة، وربما استخدموا الأموال واشتروا أشياء وباعوها مقابل المزيد من المال. النقطة المهمة هي أنهم ربحوا (استفادوا) لأنهم استخدموا ما لديهم.
يمكننا أن نقول الكثير من الأشياء الجيدة عن عمل العبيدين الأولين:
لقد قاموا بعملهم على الفور.
لقد قاموا بعملهم بمثابرة.
لقد قاموا بعملهم بنجاح.
كانوا مستعدين لإعطاء حساب لسيدهم.
وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ: العبد الثالث لم يفعل شيئًا تقريبًا بأموال سيده. لقد حرص على عدم ضياعها (بإخفائها)، لكنه لم يفعل شيئًا إيجابيًا بأموال سيده، على عكس العبدين الأولين.

ج ) الآيات (١٩-٢٣): محاسبة العبدين الأولين.

١٩ وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيل أَتَى سَيِّدُ أُولئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ. ٢٠ فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا. ٢١ فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. ٢٢ ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا. ٢٣ قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.

وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَتَى سَيِّدُ أُولَئِكَ الْعَبِيدِ: التأخير الطويل سيغري العبيد على الاعتقاد بأنهم لن يعطوا حسابًا لإدارتهم، لكنهم بالتأكيد سيفعلون ذلك.
كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ: كانت المكافأة هي نفسها لكل من العبدين، على الرغم من أن أحدهما مُنِح خمس وزنات والآخر مُنِح وزنتين. فقد قام كل منهما بنفس الشيء وفقًا للموارد التي تلقوها.
نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ: هذا يدل على أن السيد بحث عن الصلاح والإخلاص في عبيده. فالنجاح المالي الذي تمتع به هاذين العبدين، كان بسبب صلاحهما وأمانتهما (الصَّالِحُ الأَمِينُ). فقد بحث السيد أولًا عن هذه الصفات الشخصية، وليس عن مبلغ محدد من المال.
“لم يقل: ’أحسنت، أيها العبد الصالح والذكي‘؛ ربما لم يتألق ذلك العبد في نظر أولئك الذين يقدرون البريق. ولم يقل: ’أحسنت، أيها العبد العظيم والمتميز‘؛ لأنه ربما لم يكن معروفًا أبدًا خارج نطاق قريته الأصلية.” سبيرجن (Spurgeon)
“من الأفضل أن تكون مخلصًا في مدرسة أطفال بدلًا من أن تكون غير مخلص بينما تعلم النبلاء من الشباب. ومن الأفضل أن تكون مخلصًا في قرية صغيرة تقتصر على حفنة من الناس، بدلًا من أن تكون غير مخلص بينما تخدم أكبر رعية، والنتيجة موت الآلاف منهم. ومن الأفضل أن تكون مخلصًا في اجتماع ريفي تتحدث عن المسيح المصلوب، بدلًا من أن تكون غير مخلص في مبنى كبير يتجمع فيه الآلاف.” سبيرجن (Spurgeon)
ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ: هذه الكلمات تعكس ما سيسمعه المؤمن في السماء. والفكرة هنا تبين أن هناك مكان فَرَح خاص بسيد هؤلاء العبيد، وهم مدعوون للانضمام إلى السيد في ذلك المكان. فمصير العبدين الصالحين الأمينين له معنى سماوي.
“هذا ليس نصيب العبد، ولكن نصيب السيد الذي أراد أن يقاسم نصيبه مع عبيده المخلصين. ففرح دخولنا ’فرح السيد‘ سيفوق أي فرح نملكه.” سبيرجن (Spurgeon)
هذا ما يمكننا أن نقوله عن مكافأة العبدين الأولين:
تلقوا الثناء من سيدهم.
تلقوا وعدًا بمباركة المستقبل.
حصلوا على المجد: ’فَرَحِ السيد.‘

د ) الآيات (٢٤-٢٥): العبد الثالث يعطي حسابًا.

٢٤ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ. ٢٥فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. هُوَذَا الَّذِي لَكَ.

ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ: حكم السيد على كل واحد من العبيد بصفة فردية. فإن حاسبهم كمجموعة، فسيكونون قد حققوا أداءً جيدًا: قدم السيد لهم ٨ وزنات وربح ١٥ وزنة . ولكن، حاسبهم السيد على إخلاصهم وجهودهم الفردية.
“تذكر، يا مستمع، أنه في يوم الدينونة، عليك أن تقدم حسابك الخاص؛ لن يسألك الله عما فعلته كنيستك، بل سيسألك عما فعلته أنت.” سبيرجن (Spurgeon)
يَا سَيِّدُ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ: حاول العبد الذي دفن وزنته أن يعفي نفسه بإلقاء اللوم على قدرة سيده العظيمة. بل في الواقع، كان يعرف جيدًا أن سيده يتمتع بقدرة هائلة: تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ.
إِنْسَانٌ قَاسٍ: “جشع وبخيل، ويأخذ كل شيء لنفسه، ولا يقدم أي حوافز لعبيده.” بروس (Brcue)
عبَّر ماير (F.B. Meyer) عن تفكير هذا العبد بقوله: “لا يمكنني فعل الكثير؛ لن يحدث فرق كبير إذا لم أفعل شيئًا: لن يشعر أحد بعدم وجودي، ولن يفلح جهدي في تغيير مسار الأمور.”
“الأشرار أذكياء في لوم الآخرين على إخفاقاتهم، وفي كثير من الأحيان على الله نفسه.” بوله (Poole)
هُوَذَا الَّذِي لَكَ: بدا العبد الثالث فخورًا بنفسه. ونظرًا لأن السيد كان قويًا جدًا ولم يكن بحاجة إلى مساعدته (وفقًا لتفكير العبد)، ظن العبد الثالث أن السيد سيكون مسرورًا لأنه لم يفعل شيئًا ولهذا قال بكل ثقة: ’هُوَذَا الَّذِي لَكَ.‘ ويبدو أنه لم يكن لديه فكرة عن مدى استياء سيده منه.
يمكننا أن نقول لصالح العبد الثالث أنه على الأقل ما زال يفهم أن ما قد أعطاه يخص سيده. قال: ’هُوَذَا الَّذِي لَكَ.‘ فالكثير من خدام الله المعاصرين يعتقدون أنه عندما يعطهم الله شيئًا، فهو لم يعد ملكًا لله، بل صار يخصهم ويمكنهم القيام به كما يحلو لهم.
“على الرغم من أن هذا الرجل لم يفعل شيئًا لسيده، إلا أنه لم يعتقد أنه كان خادمًا غير مفيد أو نافع. فهو لم يُظهر أي انكسار أو تواضع أو ندم. لقد كان جريئًا كالنحاس، وقال بلا حياء: ’هُوَذَا الَّذِي لَكَ.‘” سبيرجن (Spurgeon)
هذا ما يمكننا أن نقوله عن عمل العبد الثالث:
لم يفكر.
لم يعمل.
لم يحاول حتى.
قدم الأعذار.

هـ) الآيات (٢٦-٣٠): محاسبة العبد الثالث.

٢٦فَأَجَابَ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ، عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ، وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ، ٢٧فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ، فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِبًا. ٢٨فَخُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ. ٢٩لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. ٣٠وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.

أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ وَأَجْمَعُ: إدانة هذا العبد الثالث، الذي دُعي هنا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ، كانت قوية. فسلطة السيد لم تعذر أبدًا كسل العبد، بل بالحري أدانة هذا الكسل.
أولئك الذين لا يعملون من أجل الرب، أو لا يصلون، أو لا يكرزون، لأن الله صاحب السيادة، يدينون أنفسهم بكسلهم. فمن خلال تصرفاتهم (أو عدم التصرف) يظهرون أنهم مثل الخادم الشرير في المثل. هم لا يعرفون قلب سيدهم على الإطلاق. “يخبر رب العبد غير الفعال، أن الخطأ يكمن في كسله وشره، وأن رعبه من سيده كان مجرد ذريعة تافهة وعذر غير معقول.” بوله (Poole)
كانت التهمة الموجهة إلى هذا العبد الذي دفن وزنته ببساطة، أنه شِّرِّير وَكَسْلاَن. فنادرًا ما نرى الكسل خطيئة حقيقية، وأن علينا أن نتوب عنه أمام الرب. فلو كان الكسل دعوة أو موهبة روحية، لكان هذا العبد ممتازًا.
“لم يكن غير صادق، فسيده لم يتهمه بهذا، ولكن كان غير مبالي وغير مبادر وجبان. فالشخص الكسول هو: شخص مليء بالشك، وجبان ومتحجز القلب ومحبط وخامل.” بروس (Bruce)
قد نقول أن هذا العبد لم يخاف سيده بالشكل الملائم، لأنه كان خائفًا من المخاطر والفشل.
فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِبًا (فائدة): كان يمكن لهذا الرجل أن يفعل شيئًا بما كان لديه. حتى لو لم يُضاعف المال، كان من الممكن أن يكسب بعض الفائدة (رِبًا) على أموال السيد.
“إذا لم نتمكن من المتاجرة بشكل مباشر وشخصي لحساب ربنا، إذا لم تكن لدينا المهارة أو اللباقة لإدارة مجتمع أو مؤسسة من أجله، فيمكننا على الأقل المساهمة في ما يفعله الآخرون، ونضُم رأسمالنا إلى رأس مالهم، حتى، بطريقة ما، يحصل سيدنا على الفائدة التي يستحقها.” سبيرجن (Spurgeon)
“منع العهد القديم الإسرائيليين من فرض فائدة ضد بعضهم البعض (خروج ٢٥:٢٢؛ لاويين ٣٥:٢٥-٣٧؛ تثنية ٢٣:١٩؛ مزمور ٥:١٥)؛ لكن الفائدة على المال الذي تم إقراضه لغير اليهود كان مسموحًا به (تثنية ٢٠:٢٣). وبحلول العهد الجديد، ميز العلماء اليهود بين ’الإقراض بفائدة‘ و’الربا‘ (بالمعنى الحديث).” كارسون (Carson)
لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ: هناك من لديه أشياء (مثل العبد بموهبة واحدة)، لكن يتعامل مع هذه الأشياء وكأنه لا يملك شيئًا. ومع الوقت سيكتشف أن الَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. وأما الأمين الذي يتمسك بما عنده، لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَاد.
“انظر أن لا تتلقى أي نعمة من الله عبثًا؛ ولا تحسد أولئك الذين لديهم الكثير؛ فالنسبة تختلف اعتمادًا على قدرة الفرد.” تراب (Trapp)
“لا نحتاج أن ننتظر كثيرًا لنرى إن كنا سنحصل على هذا التضاعف أو أن تؤخذ منا وزناتنا. فالوزنات إما تزداد أو تضمحل في لحظتها.” ماير (Meyer)
وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ: لأنه كان شريرًا وكسولًا، أظهر العبد الثالث أنه لم يكن خادمًا حقيقيًا لسيده على الإطلاق. فكان من المناسب أن يخرج هو (ومن يشابهونه) إلى الأبد من حضرة السيد.
كانت السماء هي مصير العبدين الصالحين، وكان الجحيم هو مصير الْعَبْد الشِّرِّير وَالْكَسْلاَن.
في السياق الأوسع من متى ٢٥، فإن النقطة الرئيسية لهذا المثل واضحة: استعدادنا لمجيء يسوع يتحدد من خلال رعايتنا للموارد التي قدمها لنا.
يعتقد البعض أن الاستعداد لعودة يسوع هو شيء روحي ومجرّد للغاية. ولكن الحقيقة عكس ذلك. فهي مسألة تتعلق بالخدمة التي نقدمها للرب. ففي ضوء هذا المثل، يجب أن نسأل أنفسنا: ماذا فعلنا بمعرفتنا؟ ووقتنا؟ وأموالنا؟ وقدراتنا؟ فخطايا الإغفال [ما لا نفعله] قد تكون في النهاية أكثر خطورة من الخطايا الفعلية [ما نفعله].

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نحن وقلوبنا في رحلة طويلة
لهذا لن تقم عليه سيدًا سواك، إنما أقمته هو سيدًا على خليقتك
أعطى الله تعليمات محددة بشأن بناء خيمة الإجتماع
الذهاب في رحلة الجمل
لماذا نشعر أن زمن رحلة العودة أقصر من الذهاب


الساعة الآن 10:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024