02 - 03 - 2024, 06:29 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
القبض على المسيح (ع 47-56):
47 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. 48 وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلًا: «الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ». 49 فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ. 50 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. 51 وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. 52 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! 53 أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ 54 فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟». 55 فِي تِلْكَ السَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي. 56 وَأَمَّا هذَا كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.
ع47-49: "أحد الاثنى عشر":إظهارا لخيانته، إذ هو من المقرّبين، فكيف يخون سيده؟!
"جمع": يشمل جند الهيكل اليهود وجند الرومان المكلفين بحراسة الهيكل من الخارج، وجند رئيس الكهنة، وبعض التابعين للكهنة الذين يقاومون المسيح.
"كثير":حضر عدد كبير لضمان القبض على المسيح، لئلا يقاوم تلاميذه ومحبوه ذلك.
"شيوخ الشعب": بعض أعضاء مجلس السنهدريم.
"قبّله": استخدم يهوذا تعبير المحبة وهو القبلة برياء، ليتمم خيانته بالقبض على المسيح.
فيما كان المسيح يوقظ تلاميذه، أقبل تلميذه يهوذا الإسخريوطي ومعه عدد كبير من الجنود مسلحين بسيوف وَعِصِىٍّ، وأعطى السلام للمسيح وقبّله، وكانت هذه هي العلامة المتفق عليها، أي القبض على من يقبّله، وذلك للتأكيد، فالمسيح معروف عند الجموع، ولكن حتى لا يخطئ رجال رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب ويقبضوا على آخر يشبهه.
ع50: عاتب المسيح يهوذا ونبهه، فقد يتوب، سائلا إياه: "يا صاحب، لماذا جئت؟" لعله يخجل مما يصنعه (وهو خيانة المسيح وتسليمه لليهود)، ولكنه للأسف استمر في شره، وأمر الجمع الذين معه فقبضوا على المسيح.
ع51-52: "واحد":هو بطرس (يو 18: 10-11)، ولم يذكره متى خوفا عليه من اضطهاد اليهود، أما يوحنا فذكره لأنه كتب إنجيله بعد خراب أورشليم، ولم يعد هناك خوف بعد انكسار قوة اليهود.
"قطع أذنه": بطرس صياد سمك، وليس له خبرة في استخدام السيف، فلم يستطع أن يصيب إلا أذن هذا العبد فقطعها.
"مكانه": أي غِمْدِهِ (جرابه).
اضطرب بطرس عندما رأى معلمه وحبيبه يُقبض عليه، فاندفع وأخذ سيفا، لأنه كان مع التلاميذ سيفان كما ذُكر في (لو 22: 38). وفي محاولة للدفاع عن المسيح، قطع أذن عبد رئيس الكهنة المسمى مَلْخُسَ (يو 18: 10)، لكن المسيح أمره أن يعيد سيفه إلى غِمْدِهِ، وأعلن أن من يحيا بالعنف سيقاسى من العنف.
وقد أراد المسيح أن ينزع الشر من قلب بطرس وكل تلاميذه نحو من يعاديهم، فقد جاء ليثَبّت المحبة في قلوب أولاده حتى نحو الأعداء، وليؤكد أن المحبة أقوى من العنف. وقد استطاع بموته، المزمع أن يتم، أن يدوس الموت، ويخلّص أولاده من خطاياهم، ويقيّد إبليس ثم يقوم منتصرا، معلنا نصرة الحب وقوته.
ع53-54: "أتظن": بمعنى: هل تشك في قدرتى بعد أن رأيت معجزاتى الكثيرة؟
"اثنى عشر جيشا من الملائكة": أي بدلًا من الاثنى عشر تلميذا الضعفاء.
نبه المسيح بطرس وكل التلاميذ إلى قوته العظيمة، فجند السماء كلهم تحت طاعته، أي الملائكة الذين كل ملاك فيهم له قوة أكثر من جميع البشر، يستطيع أن يطلب أكثر من اثنى عشر جيشا منهم،ويقصد عددا وفيرا جدًا. ولكنه، بإرادته، يسلّم نفسه ويموت ليخلّص أولاده، كما كتبت النبوات عنه في العهد القديم، مثل (إش 53: 7).
ع55: عاتب المسيح أيضًا الجمع على خروجهم بالليل ومعهم سيوف وعصى للقبض عليه، كأنهم يقبضون على لص هارب، مع أنه كان معهم كل يوم يعظ في الهيكل وسط الجموع، وذلك ليُظهر خداعهم وضعفهم، فقد أتوا للقبض عليه بعيدا عن الجموع حتى لا يقاومهم أحد؛ ولعله بهذا العتاب أراد أن يعطيهم فرصة للتوبة أيضًا.
"كل يوم": أي أيام كثيرة، كان يعلّم فيها جهارا في الهيكل.
"أجلس": أي أعلّم في هدوء، ولا أصنع شغبا مما يفعله المجرمون.
"أعلم في الهيكل": أي جهارا بوضوح أمام الكل، فلا يحتاج الأمر أن تأتوا ليلا كأنى هارب من العدالة.
"لم تمسكونى": لأنه ليس لديكم أية تهم علىَّ، ولخوفكم من الشعب الذي يعتبرنى معلما عظيما.
ع56: أكد المسيح أن ما يفعلونه هو إتمام لنبوات الأنبياء، وعندما قبضوا عليه، خاف التلاميذ كلهم وهربوا، حتى لا يُقبَض عليهم، فقد ضاع ملجأهم وقوتهم، إذ كانوا يظنون أنه يحميهم من بطش الرومان واليهود (إش 63: 3 و5). وطبعا، ترْكهم للمسيح سبب له ألما نفسيا، لتراجعهم عن وعودهم ألا يتركوه حتى ولو إلى الموت. لكن، بمحبته، التمس لهم العذر، إذ سامحهم على ضعفهم بعد قيامته.
|