رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة في جَثْسَيْمَانِي (ع 36-46): 36 حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37 ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي، وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38 فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلًا وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40 ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41 اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42 فَمَضَى أَيْضًا ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43 ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضًا نِيَامًا، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44 فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلًا ذلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 45 ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ. 46 قُومُوا نَنْطَلِقْ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُني قَدِ اقْتَرَبَ!» ع36-38: "ضيعة":حقل أو مكان فيه زراعات، ويبدو أن صاحبها كان يعرف المسيح، فاعتاد أن يذهب هناك مع تلاميذه. "ههنا": غالبًا عند مدخل البستان. "تلاميذه": يقصد الثمانية تلاميذ، لأن يهوذا قد تركهم. والثلاثة، أي بطرس ويعقوب ويوحنا، سيدخلون معه في البستان. "حتى الموت": شدة الحزن يمكن أن تؤدى إلى الموت، فهو يعبّر عن صعوبة الأحزان التي يشعر بها. وصل المسيح مع تلاميذه إلى جبل الزيتون في بستان، يبدو أنه قد تعوّد أن يختلى معهم فيه، ويسمى بستان جَثْسَيْمَانِي، ومعناه "معصرة الزيت"، وهو قريب من أورشليم، وترك تلاميذه ليختلوا أو يصلّوا، وتقدم معه الثلاثة المقربون، بطرس ويعقوب ويوحنا ابنى زَبَْدِى، ليصلّوا على انفراد، فقد كان لهؤلاء الثلاثة قامة روحية، فيستطيع أن يكشف لهم ما في نفسه، فقال لهم: "نفسى حزينة جدًا حتى الموت." وهذا الحزن كان لأنه، البار، سيحمل خطايا العالم كله، فكيف يتفق البر مع الخطية؟! كم هو مؤلم للنفس والروح، بالإضافة لحزنه على اليهود الذين سيرفضونه، ويصلبونه، وهو يطلب خلاصهم. وطلب من تلاميذه الثلاثة أن يصلّوا، بل يستمروا في الصلاة بسهر ويقظة. تأثر التلاميذ، وإن كانوا لم يفهموا بالضبط كل أبعاد هذا الحزن، لأن الروح القدس لم يكن قد حلّ عليهم بعد ليفهموا الخلاص المقدَّم لهم. هذا يؤكد ناسوت المسيح، إذ احتاج نفسيا لأصدقائه المقرّبين، وهم التلاميذ، أن يصلّوا معه في البستان، والثلاثة تلاميذ على وجه الخصوص يكونون أقرب إليه في عمق البستان. ع39: بعد ذلك، ترك التلاميذ الثلاثة وتقدَّم وحده ليصلّى، وقد ابتعد عن تلاميذه حتى لا يزعجهم إذا رأوا شدة حزنه. وكان يشعر بصعوبة كأس الآلام، ليس فقط الجسدية في الصلب والموت، بل بالأحرى النفسية عندما يتركه الجميع، والأكثر منها الروحية بحمله خطايا العالم وهو البار القدّوس. وهذا تأكيد لناسوته الذي يتألم جسديا ونفسيا، ولكي يُظهر مدى طاعته وخضوعه لإرادة اللاهوت الذي فيه، فيتحدث مع الآب قائلًا لتكن لا إرادتى بل إرادتك. "خَرَّ على وجهه": وهنا، يعلمنا طقس الصلاة والمطانيات، أي السجود والتذلل أمام الله في الضيقات، ليسندنا بنعمته. "أبتاه": إعلان عن أهمية الشعور بأبوة الله في الصلاة، حتى تسندنا في ضيقاتنا. "الكأس": الآلام التي سيقابلها. ع40-41: "التلاميذ":أي الثلاثة، بطرس ويعقوب ويوحنا. "ساعة واحدة": فترة قصيرة، وليس بالتحديد ساعة زمنية. بعد أن صلّى وحده، عاد إلى تلاميذه الثلاثة، فوجدهم نياما من التعب والحزن، فأيقظهم ليصلّوا بعد أن عاتبهم برفق لنومهم، موجها كلامه لبطرس: "أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟" ع42-44: عاد المسيح ليصلّى وحده بنفس الكلام، ورجع إلى تلاميذه فوجدهم نياما مرة ثانية. وهذا يؤكد أنهم في ساعة الضيقة لم يستطيعوا الوقوف معه؛ وكم زاد هذا من أحزانه. ولكنه لم يكِلّ، بل ذهب للمرة الثالثة يصلّى بنفس المعنى. ع45-46: عندما عاد إليهم، عاتبهم باستنكار للمرة الثالثة، ليس فقط الثلاثة، بل كل التلاميذ، قائلًا: "ناموا الآن واستريحوا." فبدأوا ينتبهون؛ حينئذ قال لهم أن ساعة القبض عليه وبداية دخوله في آلام الصلب قد أتت، وناداهم للاستيقاظ بسرعة، لأن يهوذا الذي سيسلمه لليهود قد اقترب مع جند الهيكل للقبض عليه. يلاحظ: أن جند الهيكل هؤلاء كانوا من اليهود وليسوا من الرومان، فهم شعبة من الحراس عينهم الكهنة للمحافظة على نظام الهيكل، إذ لم يكن مسموحا في الشريعة بدخول الجند الرومان للهيكل حتى لا يتنجس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|