رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غايته 1. يوجه الملك سليمان أو الكاتب حديثه هنا إلى الملوك "الذين يحكمون الأرض" (حك 1:1)، مشتهيُا أن يتمتع كل أصدقائه الملوك بما تمتع به، ألا وهي "الحكمة"! والمؤمن الحقيقي، إذ يتمتع بالملوكية (رو 6:1)، يود أن يرى كل البشر كأنهم ملوك أصحاب سلطان، حكماء في تصرفاتهم. في حديث الكاتب مع الله يؤكد أن الله خلق الإنسان ليكون ملكًا، إذ يقول: ""يا إله الآباء، ويا رب الرحمة، يا صانع كل شيء بكلمتك، ومكوِّن الإنسان بحكمتك، لكي يسود الخلائق التي صنَعتَها. ويسوسَ العالم بالقداسة والبرّ، ويجري الحكم باستقامة النفْس". (حك 9: 1-3) هكذا يدعونا الكاتب لطلب الحكمة السماوية كعطية إلهية، وعدم الاتكال على الفلسفات البشرية، خاصة في إدراك سرّ خطة الله من نحو الإنسان، وتدبيره الخفي من أجل محبته لكل البشرية. 2. ربما كان هدفه دعوة اليهود الذين ارتدوا عن الإيمان المُسلم لهم وانحرفوا إلى الوثنية، أن يرجعوا إلى الله. 3. واضح من السفر نفسه أن الدافع عليه هو مساندة اليهود الذين انهاروا أمام الضيقات التي تحل بالأبرار دون تدخل الله السريع لمجازاة الأشرار الظالمين. أو الذين أغوتهم الحياة الرغدة التي كان يعيشها الأشرار. لهذا جاء هذا السفر يؤكد الخلود، والمكافأة الأبدية ومجازاة الأشرار المصرِّين على شرهم أبديًا. وهو في هذا يعالج مشكلة "العدالة الإلهية" التي تسمح أحيانًا بنجاح الأشرار، وطول العمر، وكثرة الأبناء، والحياة المترفة، والتي يبدو فيها أنهم ناجحون، وكأن الله لا يبالي بحياة البشرية. 4. أوضح الكاتب أن خلود الإنسان لا يقوم على طبيعته، بل على علاقته بالله، مصورًا مكافأة الأبرار في عبارات توضح مشاركته في الحياة الملائكية (حك 5:5). 5. يدعو الكاتب المؤمنين ألاَّ يحسدوا الوثنيين على فلسفاتهم، فإنهم يتمتعون بالفلسفة الحقيقية.فالفلسفة ليست مجرد سمات معينة يتمتع بها الإنسان، يتعلمها خلال الالتقاء بالفلاسفة، أو دراسة فلسفاتهم، أو خلال خبرة الحياة، لكنها أولًا وقبل كل شيءٍ هي عطية إلهية، حيث يتمتع المؤمن بشخص "حكمة الله" الخالق، الذي يسكب بهاءه عليه فيستنير. يربط الكاتب بين أقنوم الحكمة وروح الله محب جميع الناس. 6. يقدم الكاتب نظرة جديدة، وفهمًا عميقًا للأحداث الواردة في أسفار موسى الخمسة، متطلعًا إليها من خلال نظرته لله المحب لجميع الناس، حتى الأشرار ليجتذبهم للتوبة ويهبهم الخلود. 7. يدعو السفر الوثنيين التخلي عن العبادة الوثنية ورجاساتها، التي تحمل في طياتها الجهل والحماقة والشر. 8. الكشف عن أصل العبادة الوثنية ونتائجها. 9. إبراز أن ما يحل بالأشرار ليس عن نقمة الله عليهم، ولا عن كراهية، إنما تحمل الخطية في داخلها ميكروب الموت والفساد والعذاب. 10. الربط بين الإلهيات والسلوك الإنساني والإمكانيات البشرية العقلية، فهو يوَّحد بين العمل الإلهي والعقل المقدس في الرب والسلوك الروحي في تناغم رائع بالإتحاد مع الحكمة الإلهي. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|