"أليس عيسو أخًا ليعقوب، يقول الرب، وأحببت يعقوب" [2]. كثيرًا ما يظن اليهود أن الله ملتزم بالحب نحوهم بكونهم أبناء إبراهيم، وأنه يرد لهم الحب كمن هو مدين لأبيهم. لهذا يقول لهم: لو أنني أحبكم ردًا لحب إبراهيم ليّ لكان الأولى أن يتمتع عيسو بحبي أكثر من يعقوب، لأنه البكر، ومع هذا فإن يعقوب اغتصب بالإيمان العملي حب الله، بينما سقط عيسو بقسوة قلبه تحت الغضب. لا تقوم محبة الله على المحاباة، ولا على القرابات الجسدية المجردة، فقد كان عيسو ويعقوب أخوين توأمين في رحمٍ واحدٍ، فتمتع يعقوب بالدخول في عهد مع الله، وحُرم عيسو نفسه من العطية.
هذه العطية التي نالها يعقوب مجانية، ليس له فضل فيها، إنما هي حسب مسرة الله، ولكن ليست إلزامًا أو قهرًا، إنما خلال تجاوب الإنسان مع النعمة الإلهية المجانية.