رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأوقدوا من الخمير تقدمة شكر ونادوا بنوافل وسمعوا، لأنكم هكذا أحببتم يا بني إسرائيل يقول السيِّد الرب" [5]. كأنه يقول: إن كنتم تأتون إلى بيتي ومقدَّساتي وتقدِّمون الذبائح وتدفعون العشور، فقد أحببتم أن تغيظوني، لأنكم تقدِّمون الخمير تقدمة شكر والنوافل لبيتي. فقد منعت الشريعة تقديم الخمير: "كل التقدمات التي تقربونها للرب لا تصطنع خميرًا، لأن كل خمير وكل عسل لا توقدوا منهما وقودًا للرب" (لا 2: 11). كان الخمير يُشير إلى الشرّ الذي ينتشر كالخمير وسط العجين، هكذا فيما هم يقدِّمون التقدمات يحملون في وسطها شرّهم وكأنها تقدمة شكر... وإن كانت في الواقع هي تقدمة إغاظة للرب. وفي الترجمة السبعينيّة: "يقرءون الشريعة خارجًا ويدعون إلى محافل عامة". ولعلَّه يقصد بذلك أنهم يتظاهرون بالتديّن بالحديث عن الشريعة الإلهيَّة مع غير المؤمنين، ويجادلون معهم فيها بغيرة شديدة، ويؤكِّدون هذه الغيرة بالدعوة للمحافل العامة. يقابل هذا أنهم لا يحملون الشريعة في قلبهم في الداخل، وليست لهم علاقة شخصيَّة مع الله! هذه هي أخطر صور التديّن حين ينصبّ كله في الغيرة التي بلا حياة داخليَّة، وإلى اشتراك في العبادة الجماعيَّة والاحتفالات الدينيّة دون العلاقة الخفيّة في النفس أو في المخدع مع الله! هذا هو ما أحبَّه بنو إسرائيل كما يقول الرب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|