الله يدعوهم إلى محكمته معلنًا أنه جهة الاختصاص، فإنه يدعو كل الشعب بكونه كل القبيلة أو العائلة التي نزلت إلى مصر، ومن هناك أنقذها، لقد عرفها باسمها واهتم بها ودعاها باسمه دون سائر قبائل الأرض، هذا الحب وهذه الرعاية لا تعني أنه يغمض عينيه عن أخطائهم، وإنما تُحمِّلهم بالأكثر المسئوليَّة، فإنه لا يقبل الشركة مع أناس مذنبين. لقد عرفهم وعرفوه، إذ قيل "الله معروف في يهوذا" (مز 76: 1). لذلك فمسئوليَّتهم أعظم، إذ يقول الرب: "وأما ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيِّده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فيُضرب كثيرًا، ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يُضرب قليلًا، فكل من أُعطيَ كثيرًا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرًا يطالبونه بأكثر" (لو 12: 47-48). كما ازدادت معرفتنا لإرادةالله وأسراره وأعمال محبَّته الفائقة صرنا نُطالب بأكثر، وتكون مسئوليَّتنا أمامه أعظم من غيرنا.