"معارك الربّ"، تحقَّقت بطولة يشوع باختفائه في القائد الحقيقي الربّ نفسه، لذا دُعِيَت معارك يشوع "معارك الربّ" [3]. هكذا بقدر ما نختفي في الربّ مؤمنين في جهادنا الروحي أن طرفي المعركة هما الربّ نفسه وإبليس، تتحقَّق نصرتنا باختفائنا فيه، فنُحسَب "جنود المسيح" (2 تي 2: 3).
حرَّك الربّ الطبيعة لخدمة يشوع وشعبه (يش 10: 12-14)، فأطال مدة يوم المعركة وجعله طويلًا كطول يومين [4]. هكذا حين يقود الربّ معركتنا ضد إبليس يهبنا ما يبدو مستحيلًا، إذ يُوَجِّه كل شيءٍ لأجل نصرتنا. أما سرّ نصرة يشوع أنه لم يُحارِب بالسيف فقط، وإنما بالصلاة أيضًا، إذ "دعا الربّ العليّ القدير" [5]، "فاستجاب له الربّ العظيم".
يتحدَّث هنا عن نصرة يشوع على عماليق (خر 17: 8-13). احتاج موسى إلى هرون وحور كي يحملا يديه المبسوطتين حتى تنتهي المعركة، بينما استمر يشوع محاربًا عماليق حتى النهاية.