"لا يأكل ولا يشرب": أي زاهد ومتجرد يكتفى بأقل الطعام. "فيه شيطان": لسلوكه المنعزل عن الناس في البرية، فظنوه، بحياته الغريبة، يتعامل مع الشياطين. "أكول وشريب خمر": مبالغة من شيوخ اليهود في اتهام المسيح، مع أنه يأكل ويشرب مثل باقي الناس.
كان يوحنا المعمدان زاهدا يعيش في البرية، فبدلًا من أن يتعلموا منه الزهد، اتهموه أنه فيه شيطان. أما يسوع المسيح فعاش بين الناس يأكل ويشرب مثلهم، ليسهل عليهم تتميم الوصايا في الحياة العادية، فاتهموه أنه منهمك في كثرة الأكل وشرب الخمر، وهذا طبعا غير حقيقي، كما اتهموه أنه محب للعشارين والخطاة، لأنه مثلهم يحب مجالس الأكل والشرب؛ مع أن المسيح جلس مع الخطاة لجذبهم للتوبة، مثلما جذب متى وزكا العشاريْن.
قادة اليهود هم مثل الأولاد، أي غير ناضجين روحيا. أما تلاميذ المسيح وتابعوه، فهم الناضجون روحيا. أبناء الحكمة:الذين آمنوا بدعوة يوحنا وبشارة المسيح، فقد ظهر بر الحكمة في تابعيها، أي تابعى يوحنا المعمدان، ثم المسيح الحكمة الأزلية، وآمنوا بكلامه؛ أي تظهر قوة الحكمة وبرها فيمن يؤمنون بها، وهم التلاميذ والمؤمنون.