وبَينَما هو خارِجٌ مِنَ الماء رأَى السَّمَواتِ تَنشَقّ،
والرُّوحَ يَنزِلُ علَيه كَأَنَّهُ حَمَامَة
"حَمَامَة " فتشير إلى الصُّورة التي ظهر بها الرُّوح، كما جاء في إنجيل لوقا "نَزَلَ الرُّوحُ القُدُسُ علَيه في صورةِ جِسْمٍ كَأَنَّهُ حَمَامَة" (لوقا 3: 22)، وهي تدلُّ على خلْق العَالَم الجديَدِ الذي تمّ في مَعمُودِيّة يسوع، وذلك وَفقًا للتقاليَدِ اليهودية، إذ كانت الحَمَامَة المُرفْرِفة على المياه تدل على روح الله، كما جاء في بدء سفر التَّكوين "ورُوحُ اللهِ يُرِفُّ على وَجهِ المِياه" (التَّكوين 1: 2). الحَمَامَة هي الرُّوح حلّ على المياه في بدء الخليقة الأولى (التَّكوين 1: 3) وهو يحلّ الآن على مياه الأرْدُنّ ليُخرج الخليقة الثّانية، أبناء الله. والحَمَامَة تشير إلى الرِّبَ الذي يُشبه طيرًا يغمر فراخه ليحميها " قد رأَيتُم ما صَنَعتُ بالمِصرِيِّين وكَيفَ حَمَلتُكم على أَجنِحَةِ العِقْبان وأَتيتُ بِكُم إِلَيَّ" (خروج 19: 4). في العِمَّاد هنا ينزل الرُّوح القُدس على شكل حمامة، وعلى الصليب يهب يسوع الرُّوح للجميع عندما يلفظ الرُّوح فتنشأ في الإنسان الحياة الجديدة (مرقس 15: 37).