وفي تلِكَ الأيَّام جاءَ يسوعُ مِنَ ناصِرَةِ الجَليل،
وأعتمد عن يَدِ يُوحَنَّا في الأرْدُنّ
"أعتمد " في الأصل اليوناني ἐβαπτίσθη فتشير إلى التغطيس في الماء مما يَدِلُّ على موته وتقدمة ذاته، إذ الماء الذي يرمز إلى الموت، صار يرمز بقُوَّة الرُّوح إلى الحياة، ويَدِل على خليقة جديَدِة (التَّكوين 1: 2). يتلقى يسوع في أثناء عِمَّاده وحيًا خفيَّا، هو في مطلع تبشيره، كما كانت دعوة الأنبياء في مطلع رسالتهم: انه النَّبي الذي ينزل الرُّوح القُدُس عليه، كما أعلن "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ "(لوقا 4: 18) وابن الله والمسيح الذي أنبأ به العهد القديم. فمعموديته بالماء ما هي إلاّ فرصة سانحة للوَحي الذي يلي ولشهادة الآب "أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت" (مرقس 3: 11). يعلن عِمَّاد يسوع إعادة الوحدة بين السماء والأرض، بين الإله والإنسان، بين الخالق والمخلوق.